اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

بن مبارك تحدي وانتصار

بن مبارك تحدي وانتصار

كتب / انس علي باحنان
السبت 8 فبراير 2025

لم يكن اليمن هي أول دولة تعيش وتمر بظروف اقتصادية غاية في التعقيد كهذا ، ولا هي الدولة العصية التي تقف امامها النظم الاقتصادية والادارية عاجزة عن أن تضع لمعضلتها حلا .

كل ما يحتاجه حل مشكلة اليمن الاقتصادية وتدهور العملة هو إرادة ، وصدق ، وعزيمة وإخلاص ، والنظر لهذه القضية أنها قضية إنسانية وأخلاقية وشرعية ودينية قبل اي شي ثم إعداد العدة لذلك ، غير كذا ستظل الازمة تراوح مكانها , و ربما تزداد الأمور تعقيدا يوما عن يوم .

في عالم السياسة، يعتبر رئيس الوزراء العمود الفقري للحكومة، حيث يتحمل مسؤولية قيادة البلاد نحو التنمية والازدهار، وهو المسؤول الاول الذي تقع على عاتقه إصلاح الوضع الاقتصادي والتنموي.

فلكي ينجح رئيس الوزراء ابن مبارك في مسعاه في إصلاح الوضع الاقتصادي فإنه عليه أن يكون قائداً حازماً يمتلك رؤية واضحة لمستقبل البلاد وخروجها من نفقها المظلم .

ففي هذه المرحلة عليه أن يكون قادراً على تحديد الأولويات ، وتحقيق التوازن بين المصلحة العامة والمصالح الخاصة ، كما يجب عليه أن يكون قادراً على بناء فريق عمل قوي ومتماسك، بحيث يجمع بين الخبرة والكفاءة ، ويد الله مع الجماعة والفرد ضعيف بنفسه قوي بجماعته.

أن مواجهة تدهور العملة ومواجهة الوضع الاقتصادي لن يكون الا بوضع حزمة من السياسات الاقتصادية الحكيمة ، و اتخاذ جملة من القرارات الجريئة ، و المزمنة ملزمة التنفيذ ، تهدف في مجملها إلى تعزيز النمو الاقتصادي وتحقيق الاستقرار المالي .

ومن هنا علينا أن نعمل على تعزيز التجارة الخارجية ، وتنمية الموارد الاقتصادية المحلية ، وترشيد الإنفاق و التقشف ، وترك البذخ ، وتحسين العلاقات مع الدول الأخرى المعنية بالشأن اليمني ، التي ينبغي أن تكون معينا لنا في معالجة وضعنا الاقتصادي على قاعدة الندية و تحقيق المصالح المشتركة بين الطرفين لا على أساس المنفعة والمصلحة و الانتهازية لطرف دون الآخر ، كما هو حال تدخل ما يسمى بالتحالف الدولي في اليمن والذي للاسف زاد الطين بله .

ومن جانب آخر علينا أن لا نغفل عن أن طريق معالجة الوضع الاقتصادية اليمني وحجر الزاوية فيه هو محارب الفساد ، بكل صوره و بقوة و دون هوادة .

فمن هنا يجب على رئيس الوزراء أن يعمل على تعزيز الشفافية والمساءلة في جميع مؤسسات الدولة ووضع الرجل المناسب والمكان المناسب ، و تعزيز مؤسسات الدولة و القضاء والعدالة والمحاسبة وان لا يترك الحبل على الغارب.

وخيرا أن نجاح رئيس الوزراء ابن مبارك في معركته مع الفساد وتدهور العملة ، وانتشال الوضع الاقتصادي المتدهور ، لن يكون الا بمد يده مع القوى الوطنية الحية الرافضة لهذا الوضع الاقتصادي المتهالك ، والأهم من ذلك كله هو الالتفاف الشعبي والجماهير المساند لرئيس الوزراء في مشروعه الذي ينبغي أن يكون طموحا ، للخروج باليمن من أزمتها الاقتصادية الطاحنة ، وعندها هنا فقط سيدخل ابن مبارك التاريخ من أوسع أبوابه ويسجل اسمه بأحرف من نور ، فهل يقبل هذا التحدي والانتصار له .

ان التوفيق بيد الله

إغلاق