نفطنا نقمة علينا لا نعمة: صراعات السلطة والثروة في حضرموت

(هذا المقال أنشاته بواسطة الذكاء الاصطناعي، فقد سألته وأعطيته بعض المعطيات، فكانت تلك إجابته)
كتب / د. حسين أبوبكر العيدروس
الاثنين 10 فبراير 2025
في قلب اليمن، حيث تختلط الرمال الذهبية بآبار النفط، تتحول الثروة الطبيعية إلى شعلة تُلهب الصراعات وتُعمّق الجروح. حضرموت، المحافظة التي تُعدّ إحدى أغنى المناطق بالنفط، تُقدّم نموذجاً صارخاً لـ “لعنة الموارد”، حيث تتحوّل الثروة من نعمةٍ مُنتظَرة إلى نقمةٍ تفتك بالاستقرار وتُشرذم المجتمع. فكيف تحوّل النفط إلى أداة صراع بين السياسيين والقبائل، بينما يُدفع المواطنون ثمن التنافس على “الذهب الأسود”؟
### الصراع على السلطة: النفط أداة ضغط
أصدر “حلف قبائل حضرموت” في فبراير 2025 قراراً بوقف تصدير النفط الخام من المحافظة، كخطوة ضغطٍ لتحقيق مطالب تُراوح بين تحسين الخدمات والمطالبة بـ”حكم ذاتي” . هذا القرار لم يكن مجرد احتجاجٍ اقتصادي، بل تحوّل إلى سلاحٍ سياسي يعكس رغبة الحلف في ترسيخ نفسه كفاعلٍ مستقل في المعادلة اليمنية، مُستغلاً السيطرة على منافذ النفط وطرق نقله . وعلى الجانب الآخر، وجدت الحكومة اليمنية نفسها في مأزقٍ بين التفاوض أو المخاطرة بانهيارٍ كامل لقطاع الكهرباء في عدن، التي تعتمد على النفط الحضرمي لتشغيل محطاتها .
### المواطنون ضحايا في معادلة الصراع
بينما يتصارع السياسيون والقبائل على عوائد النفط، يدفع السكان الفاتورة الأكبر. أزمة الكهرباء في عدن – التي تُعَدّ العاصمة المؤقتة – تتفاقم مع توقف الإمدادات، ما يزيد من معاناة المواطنين الذين يعيشون أصلاً تحت وطأة انقطاع التيار لـ12 ساعة يومياً . وفي حضرموت نفسها، رغم كونها مصدر الثروة، لا تزال نسب الفقر مرتفعة، وتغيب التنمية المُوعودة، حيث تُهدر العوائد في صراعات النفوذ بدلاً من استثمارها في البنية التحتية أو الخدمات الصحية .
### المطالب المحلية بين الشرعية والتعقيدات الفنية
يدعو الحلف إلى تكرير النفط محلياً لسدّ حاجة المحافظة من الوقود، وتخصيص عائداته لمشاريع تنموية . لكن الخبراء يشككون في جدوى هذه المطالب؛ فالقدرة التكريرية في اليمن محدودة، ومصفاتا عدن ومأرب تعملان بأقل من طاقتهما بسبب الحرب، مما يجعل نقل النفط الخام إلى الموانئ للتصدير أكثر واقعيةً اقتصادياً . كما أن الاتفاقيات مع الشركات الأجنبية تمنحها حصصاً كبيرة من العائدات، ما يُضعف فرص توجيه الثروة للداخل .
### التدخلات الخارجية واستمرار التشظي
لا تقتصر التبعات على الداخل اليمني؛ فتصاعد التوتر في حضرموت يفتح الباب لتدخلات إقليمية ودولية تسعى للسيطرة على موارد النفط أو تعزيز نفوذها في جنوب اليمن، خاصة مع التنافس السعودي-الإماراتي . هذا الوضع يُذكّر بسيناريوهات سابقة، مثل اجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء عام 2014، حيث تحوّلت المطالب الاقتصادية إلى صراعٍ مسلح .
### الخلاصة: نحو وعي جديد بثروة الأوطان
صراع حضرموت ليس مجرد نزاعٍ محلي، بل هو نموذجٌ لـ “لعنة الموارد” التي تجتاح المنطقة العربية. فبدلاً من أن يكون النفط محركاً للتنمية، أصبح أداةً لتعميق الانقسامات وتغذية الصراعات. الحلّ يبدأ بإدارة شفافة للثروة، وإشراك المجتمع المحلي في صنع القرار، وتحويل النفط من أداةٍ سياسية إلى رافعةٍ اقتصادية تُعزّز العدالة الاجتماعية. وإلّا، ستظل الثروات الطبيعية نقمةً تُذكّرنا بأنّ الأرض التي تُنبت الذهب الأسود قد تُنبت أيضاً بذور الدمار.
—
*المقالة تستند إلى تحليل الأحداث الواردة في م حدصادر متعددة، مع التركيز على التداعيات السياسية والاجتماعية لصراعات النفط في حضرموت .*