حرية القول
كتب / صالح يسر النموري
الاثنين١٠/فبراير ٢٠٢٥م
خلفية هذا المقال يعود إلى انهيار جبهات القتال في الحرب الدائرة في الجمهورية العربية اليمنية بين الملكيين والجمهوريين في ستينيات القرن العشرين وتكليف الرئيس الراحل جمال عبدالناصر للمشير عبدالحكيم عامر وزير الدفاع المصري بالإشراف المباشر على جبهات القتال وسير المعارك الحربية من خلال غرفة العمليات من وزارة الدفاع في صنعاء…
وقد رأى المشير عبدالحكيم عامر التخاذل في جبهات القتال من جانب الجمهوريين وهو ماجعله يقول كلمته الشهيرة في تلك الحرب الدائرة ((*في الليل ملكي وفي الصباح جمهوري*)) حيث ان بعض العسكريين من انصار الدفع المسبق في الليل يخلع الزي العسكري ويذهب إلى الملكيين ليبلغهم حول المواقع المستهدفة من قبل سلاح الجو والطيران الحربي وسلاح الدبابات حتى يتمكن الملكيين من الانسحاب منها وتمويه تلك المواقع وفي الصباح يرتدي الزي العسكري ويصطف مع الصف الجمهوري…
وبسبب الخلاف بين الرئيس عبدالله السلال الذي كان يمثل الجناح الراديكالي الثوري في ثورة *٢٦ سبتمبر١٩٦٢م وإلى جانبه القيادة المصرية وبين رئيس الوزراء أحمد محمد نعمان الذي كان على خلاف مع المصريين ويمثل الجناح الاصلاحي في ثورة سبتمبر والذي كان يتطلع الى وقف الحرب وتسوية مع الملكيين وهو ماتم لاحقاً بعودة جميع الملكيين عدا أسرة آل حميد الدين واشراكهم في السلطة ومنذ ذلك الوقت إلى اليوم اصبحت صنعاء مامعها من الجمهورية غير الأسم فقط…
وقد تم استدعاء رئيس الحكومة في صنعاء أحمد محمد نعمان في منتصف ستينيات القرن العشرين ورفاقه الآخرين من قبل القادة المصريين إلى مصر وعند وصولهم تم اعتقالهم من قبل القيادة المصرية ..حيث تم وضع النعمان رئيس الوزراء في زنزانة في السجن الحربي في القاهرة..
وفي أحد الايام كان النعمان متضايقاً وطلب من حارس الزنزانة في السجن الحربي السماح له بالذهاب إلى دورة المياه(الحمام) وكان حارس السجن يتلكأ ويماطل متعمداً الامر الذي أدّى بالنعمان الى ان يركل ويرفس باب الزنزانة بقوة وينادي الحارس بأعلى صوته ((*كنا في عهد الامام نطالب بحرية القول أما اليوم في عهد الثورة والجمهورية نطالب بحرية البول*))
ونفس الامر يحصل عندنا اليوم في الجنوب العربي فقد تعرضت قوى مدنية ونقابية وتجمعات شعبية في العاصمة عدن وفي عموم محافظات الجنوب للقمع والتنكيل وإطلاق الرصاص والاعتقال التعسفي والتعذيب الجسدي والنفسي عندما خرجت تطالب بالكشف عن المعتقلين والمخفيين قسراً وبسبب مطالبتهم بتعزيز العمله المحلية وتحسين الوضع المعيشي والخدمات في الكهرباء والمياه والتعليم وزيادة المرتبات .
وهو يتكرر اليوم مرات كثيرة وفي مناطق ومحافظات عديدة بعيداً عن الإعلام بالإضافة إلى معاناة المواطنين من الفوضى والجوع والفقر والمجاعة ..
وهو مايجعلنا اليوم نوجه رسالة للرئيس القائد عيدروس الزبيدي والقائد ابو زرعة المحرمي والقائد والمحامي يحيى غالب الشعيبي بضرورة هيكلة جميع التشكيلات العسكرية والقوات المسلحة الجنوبية وتطهيرها من البلاطجة وثوار الدفع المسبق والقوى الموالية للحوثي …
على ان يتولى قيادة المنطقة العسكرية الثانية القائد اللواء عبدالقادر باربيد ويتولى القائد العميد عمر سعيد المرشدي اركان حرب المنطقة العسكرية الثانية وان يتولى القائد العميد صالح الجعيدي مديراً للاستخبارات العسكرية للمنطقة العسكرية الثانية ..
ولذلك نقول للجميع بأنّ القضية الجنوبية ليست مشروع استثماري ونطالب جميع قيادات المجلس الانتقالي المدنية والعسكرية والامنية بإحترام ((حرية القول)) والانتقال للمشروع الوطني الجنوبي مشروع استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة وعاصمتها عدن..
حتى لا يضطر شعب الجنوب إلى مواصلة الانتفاضة والمطالبة برحيل الجميع وبحرية التنفس والاكل والشرب لأن من لايجد لقمة العيش له ولأسرته ليس حراً ..
خاصة اذا طالت الحرب واصبح موضوع فك الارتباط مرهون بتحرير صنعاء خلال الثلاثة العقود القادمة من القرن الحادي والعشرين..
وفي الختام نوجه تحية إجلال واكبار لشهداء الجنوب والثورة الجنوبية بمناسبة ١١ فبراير يوم الشهداء…
“*انتهى*”