محمد عبود باحشواننهار مغسول بالدمع والبكاء

كتب / خالد لحمدي
الاثنين 10 فبراير 2025
بقلم مغسول بالدمع والفجيعة الكالحة أخطو إليك .
بعواصف الحزن وضباب الألم المفاجئ أبحث عنك .
ما أضيق الكون و ضآلة اللحظة الصادمة.
وجهي موشّى بالكآبة فكيف أزقة وشوارع وطرقات مدينتي .؟
ثوان ويسقط ليل المدينة فتتغطّى البيوت بغيوث البكاء .
أأودّعك أم أُودّع روحًا ناضحة بالنبل والبهجة والوفاء .
هواء ملوّث أكاد أختنق به ، برودة تلجم الأحرف فيتلعثم الكلام .
أبحث عنك في بلدة لم يعد يسكنها من هم مثلك ، و وحدي المطعون بمدية الرحيل والمسافات النائية .
أنادي الأخيلة وتذكار النهارات الهاربة .
ما الخوف ما الذكرى ما الأماني ما الفرح
ما الوفاء .؟
متعبة اللحظة المخضّبة بالتمزّق والفراق .
بقلب مرتجف وعينين دامعتين أتأمّلك بصمت .. أقف وحيداً في بقاع لم تلد سوى الخيبة والأحزان المتلاحقة .
أعاتب زمني علّ في العتب الحفاظ على بقايا حُلمك وصورك المغمورة بالخذلان وأتربة اللامبالاة والعدم .
أيا من صنعت للنور أجنحة وفرحاً لا يشيخ ،
ها نحن نغتسل بالحزن تحت سماء ملبّدة بالحِداد .
الرحيل حقٌ والبقاء تعبٌ تحت شمس سُرقت أفياؤها ولم يبق سوى الصخب والندم .
أيا صديقي .
أيها النُبل وراية الصدق والنقاء ، لم يبق حبرٌ
ولا أوردة ولا صوت أو عطاء .
مراكبي مرّتجة والعطب سيّد الرحلة وأشرعتي
لا تدرك وجهة أو فنارا .
الضفاف بعيدة والرياح لا تُقدّس مخلصاً وتعبث بالأوفياء المخلصين .
من يعيد الوجهة إذن ، و يفتح خزائن الحُلم والذكرى والصباحات الموشومة بعطر الرجال الثملة بالخلاص والتعب .
قوافل الدمع تطوّق المدينة ودواخلي تسح كربة ووجعاً لا يفتر أو يكف .
يا صديقي : تساقطت أوراق العمر ولم تعد الحسرات مجدية في زمن مخيف ممل .
قنّاصا ليس من طلقاته تحصّن أو حماية ترتجى .
أيا رفقة التفرّد والانبهارات المنخطفة هاهي شمعة تذهب وتنطفيء و لا ملجأ إلاْ الحمد والشكر وكلّنا راحلون .
أيا يا رفيق النور ومؤسس مدرسة التصوير الفوتغرافي الأول بمدينتي ، ستبقى ( القطن ) خرسى صامتة إلاّ من آلات تصويرك القديمة والحديثة ، ومئات الصور التي صنعتها في أوج زهوك ووهج زمنك المتّقد المضيء .
ستهتف الألوان بما لم تقله الألسن :
ليس من أحد يدرك حقيقة الضوء وارتعاشاته الآسرة .
ذلك التاريخ الغارق في الدغل وتشكّلات عصور وأزمنة اعتكرت بمباهج وتقلّبات السنون الغابرة .
أيا صديقي .
أيا محمد عبود باحشوان ، كم أود وأنا أقطع الطريق صوب المدينة أن أراك صدفة لأحكي لك ما لم أحكه بعد ، وودتُ لو أنّي رحلت بعيداً كي
لا اسمع أو يجيئني خبر رحيلك الموجع والمخيف .
اسكنك الله فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون .