اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

بين الجسر والنفق

بين الجسر والنفق

كتب / المحامي عادل سالم باقحوم
الاربعاء 12 فبراير 2025

هناك مقولة أو قاعدة تعارف عليها الساسة وسرت في جانب التاريخ السياسي تقول :”أن التاريخ يكتبه المنتصر” وتدوين التاريخ بشكل عام علميًا يخضع لمناهج منها مايعرف بالمنهج الوصفي وكذلك المنهج التاريخي (الاستردادي) ولان ما دعاني لصياغة مقالتي هو ماقراءته في كتاب ذاكرة وطن/2 – جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (1967-1990)لكاتبه الرئيس السابق علي ناصر محمد، الطبعة الاولى:2020م وذلك بالصفحات 129/130من الكتاب.

وفي عنوان فرعي يحمل “حكومة الجسر والقات”! كتب:”قد كلفت لجنة ثلاثية تقدم مقترح إلي القيادة العامة لترتيب اوضاع الرفاق الذين لم تحسم قضيتهم وهم سالم ربيع علي، عادل خليفه، احمد صالح الضالعي، محمد سعيد عبدالله(محسن)محمد صالح مطيع، علي ناصر محمد. وتكونت اللجنة من احمد صالح الشاعر علي ناصر محمد، علي عنتر”.

يواصل الكاتب بالصفحة رقم130 قوله:”التقينا يوم 5 نيسان-ابريل/1969م في جلسة قات(مقيل) تحت جسر “غولد مور” برغبة من احمد صالح الشاعر، ورغم المنظر الرائع للساحل الذهبي والبحر الممتد على مد الافق فأن الانبهار الداخلي في اوضاع التنظيم وبوادر التأزم الذي بتنا نلمسها في اوضاع البلد والكتل الضخمة من المشاكل السياسية والاقتصادية التى لاقبل لنا بها كانت تمنعنا من الاستمتاع بذلك المنظر الساحر”.

“قراءت هذا الوقائع ووقفت امامها لجنة وقرارات مصيرية سياسيًا ترتب عليها اثر فيما بعد، منها تشكيل الحكومة الثانية في مسيرة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في6/ابريل/1969م”.

“ليتقادم الزمن في صراع الرفاق السياسي ليحط رحاله في محطة الخطوة التصحيحة في22/يونيو/1969م فيما سمي بأزاحة اليمين عن السلطة من قبل تيار اليسار” أنتهى.

وبأطلاعي على احداث مادون بالكتاب من تفاصيل التاريخ السياسي هنا، تذكرت ارهاصات ماقبل ميلاد دولة الوحدة الحالية، حينها كنت في عام1989م بمدينة عدن في اخر فصول الدراسة بالمستوى الثالث، بكلية الحقوق، جامعة عدن.

وكانت تتوالى الاحداث السياسية بلجان الوحدة وزيارات الرؤساء للشطرين بين صنعاء وعدن، وقد ظهر اثر لذلك التقارب السياسي التنقل بالبطاقة الشخصية بين الشطرين بنفس العام، ثم الاعلان ببيان ماسمي اتفاق عدن في30/نوفبر/1989م وماقرر فيه تمهيدالاعلان يوم قيام الجمهورية اليمنية.

وكان قد شاع حينها شعبيا بين اوساط الناس أن ذلك التوافق قد تم بين رئيسي الشطرين عندما كان موكبهما الرئاسي يمر بأحدى انفاق مدينة عدن ليكون التوافق على يوم22/مايو/1990م هواليوم الرسمي لقيام دولة الجمهورية اليمنية، وبهذه القراءة لي عن التاريخ السياسي لبلدنا تحت المنهج الوصفي والاستردادي للتاريخ وماقد شاهدت من احداث ذلك الزمن تسألت في نفسي:”هل تكون القرارات السياسية لساستنا بهذا البساطة حتى وان كان بين ماكان تحت الجسر قبل مايزيد بينهما زمنيا بأكثر من عشرين عام؟”!.عن ماشاع بأن قرار الوحدة تم بالنفق! ذلك مادوّن والتاريخ لايرحم حتى وان كتبه المنتصر.

إغلاق