اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

باع الوطن بحبة سيجارة !

باع الوطن بحبة سيجارة !

كتب / عبدالله صالح عباد
الاربعاء 12 فبراير 2025

عندما يكون للوطن قيمة وللدولة نظام ماهي النتيجة؟ تمشي الحياة والناس تعيش بسلام ولا أحد أحسن من أحد كل الناس سواسية. ولما كان النظام والقانون فوق الكل في دولة الجنوب قبل 22 مايو ، كان الناس يعيشون في أمن وسلام، لا توجد مخالفات ولا رشوات ولا اختلاسات ولا سرقات ولا تلاعب بالعملة التي ظلت مستقرة تناطح عملات الدول الأخرى؛ لأن للوطن قيمة. حتى إشارات المرور لا يستطيع أحد أن يقطعها، وإنك لتعجب من صاحب دراجة أو سيارة لا يستطيع أن يقطع إشارة ممنوع الدخول، ولو كان في وقت الظهر، أو منتصف الليل؛ لأنه يعلم أن رجل المرور له بالمرصاد مختبئ خلف الجدار، وقد حصل كثيراً، حتى صاحب الدراجة لا يستطيع أن يُركِب إلا شخصاً واحداً خلفه احتراما لقواعد المرور، ولأن للوطن قيمة، أما المشاريع لا نعلم أنها تبقى سنوات وسنوات ولا تنفذ ولا تغيب وسط الأدراج وينساها الشعب، بل تُنفذ في وقتها المحدد دون تأخير، وقد تسلم قبل وقتها للدولة. فما أحلاها من فترة لأن النظام هو السيّد الذي يجب احترامه وإلا أبو زعبل في انتظار المخالفين وحتى لا يُفَسّرُ ما أكتبه بتفسيراتٍ أخرى فكلامي عن النظام فقط، ولهذا كان للنظام هيبةٌ وقانون. وانظروا اليوم ماذا يحصل لأنه بدل النظام حلّت العشوائية فضاع الوطن وضاعت الأخلاق معه فانتشرت المخالفات بالجملة.
وبالصدفة ويا محلى الصدف! التقيت بزميل دراسة في الابتدائية في فترة السبعينيات كنا أطفالا صغارا إذ بادرني بالتحية ولم أعرفه ولكنه عرّفني بنفسه وقلت له المعذرة لا أذكرك، ولكنه ذكرني بأسماء زملاء معروفين درسنا معهم، إلا أنه لم يواصل الدراسة فقلت له ما السبب؟ فقص علي قصته باختصار قال : لقد بعت شعار أشيد قماش (القصة الحمراء) بحبة سيجارة في إحدى المقاهي فماذا كانت النتيجة؟ تم طردي من المدرسة وحاكموني، وتم سجني لعدة أشهر ولم تقبلني أي مدرسة نهائيا، فقلت لهم مجرد قماش إيش فيه لم أرتكب جُرُما، فقالوا لي لقد بعت الوطن! لماذا لأن للوطن قيمة بغض النظر عمّا يمثّله من شعار أو علم أو غيره. وانظروا إلى أوضاع وطننا اليوم وكم هو رخيص في نظر الكثير الذين لا يهمهم وطن ولامواطن ولا هوية ولا تراث ولا آثار، همهم فقط كيف أملأ جيوبي وأكبّر كرشي، فكم رأينا البطون مدلدلة للأمام وكأنها بطون الحوامل في الشهر التاسع. مثل هؤلاء ماذا ننتظر منهم لا شيء فها نحن منذ سنوات طويلة والوطن والشعب يعاني حياة نكدة صعبة تكالبت عليه الهموم والغموم والأزمات لأن من تولوا الأمر ببساطة لا يقدّرون قيمة الأوطان؟

إغلاق