اليمن في عين العاصفة.. الأمم المتحدة تحذر من تداعيات اقتصادية وإنسانية كارثية

حذّر المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، خلال إحاطته أمام مجلس الأمن الخميس، من تصاعد الأوضاع المقلقة في البلاد، وعلى رأسها موجة الاعتقالات التعسفية الأخيرة التي نفذتها جماعة الحوثي، مستهدفة موظفي الأمم المتحدة. وأكد أن هذه الاعتقالات تمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، وتهديدًا مباشرًا لقدرة الأمم المتحدة على مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية لملايين المحتاجين.

وأشار غروندبرغ إلى حادثة وفاة أحد موظفي برنامج الأغذية العالمي أثناء احتجازه لدى الحوثيين، واصفًا الأمر بأنه “الأكثر استنكارًا وإدانة”، داعيًا إلى تحقيق عاجل وشفاف لمحاسبة المسؤولين عن هذا الانتهاك الجسيم. كما شدد على ضرورة الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المحتجزين، بمن فيهم العاملون في المنظمات الإنسانية والدبلوماسية.

اليمن في قبضة أزمة اقتصادية خانقة

وتناول المبعوث الأممي، في إحاطته التي طالعها “المشهد اليمني”، الوضع الاقتصادي المتدهور، مؤكدًا أن الأزمة باتت تطال جميع فئات الشعب، حيث تشهد المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة انقطاعات طويلة في التيار الكهربائي، وصلت في بعض الأحيان إلى أكثر من 24 ساعة متواصلة. ففي مدينة عدن وحدها، عاش السكان ثلاثة أيام متتالية دون كهرباء، ما أدى إلى احتجاجات شعبية غاضبة في الشوارع.

وأضاف أن الانهيار المستمر لقيمة الريال اليمني فاقم من معاناة المواطنين، حيث ارتفعت أسعار السلع الأساسية بشكل كبير، مما جعل تأمين الاحتياجات الضرورية، مثل الغذاء والدواء والوقود، تحديًا يوميًا للكثير من الأسر. وأوضح أن هذه الأزمة لم تقتصر على مناطق الحكومة فحسب، بل يعاني سكان المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون من نفس الظروف الاقتصادية القاسية.

غياب الحل السياسي.. اليمن في مأزق مستمر

وأكد غروندبرغ أن الوضع الاقتصادي والإنساني المتدهور في اليمن لا يمكن فصله عن غياب حل سياسي مستدام، مشيرًا إلى أن استمرار النزاع يعرقل أي جهود لتحقيق الاستقرار وإعادة البناء. وقال: “بدون أفق واضح للسلام، سيبقى اليمن أسير الأزمات المتلاحقة، وستظل المعاناة الإنسانية تتفاقم يومًا بعد يوم.”

وشدد على أن الأمم المتحدة تواصل العمل مع جميع الأطراف لإيجاد حلول قابلة للتنفيذ، من شأنها التخفيف من معاناة الشعب اليمني ووضع البلاد على مسار أكثر استقرارًا.