كفى تجاهل شعبنا يحتضر

كتب / الشيخ حسين غالب العامري
السبت 15 فبراير 2025
حمداً لله، لا معبود سواه، وصلاة ربي وسلامه على الرحمة المهداة، وعلى من اقتدى بهداه.
أحبتي، الصراع بين الحق والباطل مستمر حتى قيام الساعة، ونحن نعيش في ظل علاماته، وللأسف لم تُؤخذ المواعظ والعبر. فما حالنا اليوم؟ وما حال العالم الإسلامي؟ علينا أن نستخلص الدروس والعبر، لكننا انشغلنا بزيف الحياة وملذاتها، فانزلقنا عن طريق النجاة.
كم وكم كتبت الأقلام الحرة، وكم ناشدنا، ولكن للأسف، لا حياة لمن تنادي. فكيف يأتي الانفراج لوضعنا الكارثي؟ هذا غيض من فيض.
لقد تفاقم تقاطع الأرحام، فكم من إخوة أحوالهم ميسورة في دول الخليج، بل حتى في اليمن، بينما أقرب الناس إليهم لا يملكون ثمن وجبة يومية! بعضهم ينفق أمواله في التفاخر والمظاهر الكاذبة، دون أن يتحسس معاناة أهله وأقاربه وجيرانه، بل قد يحارب حتى من يسعى للخير. فكيف يُرفع عنا البلاء في ظل هذا الظلم والتجاهل؟
هناك تساؤلات كثيرة تُطرح بين الناس: هل جاءت دول التحالف لإنقاذنا من المجوس وأذرع إيران؟ إذا كان الأمر كذلك، فإن من المهام الملقاة على عاتق التحالف تطبيق البند السابع، ودعم الاقتصاد، وتحسين البنية التحتية، وتحسين الأجور والخدمات، ووقف تدهور العملة، وتمكين المواطن من حياة كريمة. لكن الواقع عكس ذلك تماماً: إذلال، تنكيل، تجويع، وتمكين أدوات الفساد!
بالأمس، قرأنا في مواقع التواصل أن الذهب اليمني في سوق دبي يحتل المرتبة الثانية على مستوى العالم! أيعقل هذا؟ أين موارده؟ وشعبنا يأكل من صناديق القمامة، وبعض الأسر تصوم النهار وتفطر على وجبة من الروتي المدعوم! أين الإنقاذ الذي تتحدثون عنه؟!
أما العملة، فهي في هبوط متسارع، حتى وصلت إلى 620، وربما تصل غداً إلى 700! اللهم استر على الفقراء ومحدودي الدخل، فلا ملجأ إلا إليك!
كم يؤلمني ما نشاهده ونسمعه. العليمي يسافر لحضور مؤتمر، ومعه عشرون شخصاً! هل لحضور المؤتمر أم للنزهة أو مباراة كرة قدم؟ وكم من الأموال تُنفق على ذلك، بينما الشعب يُذبح من الوريد إلى الوريد!
هل الهدف يا عليمي إذلال أبناء الجنوب ودفعهم إلى التناحر ليخضعوا لـ”باب اليمن”؟ وأين أعضاء المجلس مما يحدث؟! لا نطلب سوى حياة كريمة، وكنس الفساد، ووقف التلاعب بالثروات وهدرها!
رواتب القيادات في الخارج تلتهم أكثر من 30% من العملة الأجنبية، بينما رواتب الناس في الداخل ملاليم! حسبنا الله ونعم الوكيل.
إلى متى تستمر هذه المظالم والفشل المتعمد في إدارة البلد وإفقار الناس؟ أين من وُلّوا علينا؟ ألا يخافون الله فينا؟ ألا يتقونه؟ والله إنكم ستُسألون أمام رب العالمين، الذي لا يغفل عمّا يفعل الظالمون!