اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

سيف من سيوف الله “الحـلـقـــ 1ـــــــة

سيف من سيوف الله “الحـلـقـــ 1ـــــــة

بقلم : م . لطفي بن سعدون الصيعري.
الخميس 13 رمضان 1446هـ

بعيدا عن أهواء الدنيا ودهاليزها الفانية، وهروبا من قذارات السباسة ونفاق السياسين، وفي ظل الاجواء الإيمانية ، التي تحيط بنا في هذا الشهر الكريم المبارك ، وجدنا الفرصة الطيبة لقراءة القران وسير الصحابة الكرام والقادة العظام للفتوحات الاسلامية ، الذين اوصلوا رسالة الاسلام المنيرة ، الى كل بقاع الدنيا ، من الصين شرقا وحتى الأطلسي غربا ، ومن روسيا واوروبا والاندلس شمالا وحتى بحر العرب جنوبا.
ودخلت شعوب هذه الأصقاع في دين الله أفواجا طواعية وبدون إكراه، بعد أن قام جند الإسلام بإسقاط قياصرة وأكاسرة وحكام وقيادات الامبراطوريات الطاغية ، وجندلوا الملايبن من العلوج الكفرة المجوس والصليبيين والملحدبن، في ساحات الوغى في أقل من ٣٠ عاما من الهجرة النبوية .
فلقد شهد التاريخ الإسلامي في حياة النبي ﷺ وبعد وفاته قادة عظاما وبالالاف ، كان لهم أثر كبير وقدم راسخة في الدعوة إلى الله، ونشر دينه وقد اشتهر أمرهم وتواتر فضلهم، لدى المسلمين على مر العصور، حتى صار ذلك أمرا مسلما بديهيا، وفي مقالنا هذا سنختار من هؤلاء القادة سيرة الصحابي الجليل ، و القائد العسكري الإسلامي الفذ، خالد بن الوليد -رضي الله عنه- ، الذي عرف ببطولته وشجاعته قبل الإسلام وبعده، حتى خصه رسول الله ﷺ بميزة ربما كانت أشرف مكرمة وأعظم تزكية في حياته كلها، فقال عنه ﷺ: (سيف الله المسلول) . و الذي لم ينكسر قط ، بعد ان خاض أكثر من ١٠٠ معركة وموقعة في سبيل الله بدءا من فتح مكة ومرورا بحروب الردة ثم فتح الحيرة ومدن العراق وتدمير جبوش فارس المجوسية، ثم تدمير جيوش الروم الصليبية في اليرموك ومدن الشام ، وحتى اخر معركة خاضها في مدينة (الرها) في ارمبنيا (تركيا حالبا).
ويعتبر خالد بن الوليد شخصية عسكرية محنكة، وقائدا مغوارا في الحروب، لم يهزم في أي معركة خاضها ، وله انتصارات عظيمة، في أكثر من مائة معركة وموقعة ، و عرف عنه فيها بالشجاعة والإقدام، والذكاء الحربي وحسن الحيلة والقدرة على التنظيم، والبراعة في التنفيذ والمناورة.
ونسب الصحابي الجليل، هو خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب، ويكنى بأبي سليمان، وأمه لبابة بنت الحارث، أخت أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث، وكان إسلامه قبل فتح مكة، في السنة الثامنة للهجرة.
وفي قمة عطائه وانتصاراته العسكريه، وخوفا من أن بفتتن المسلمون به، قام الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، بعزله عن العمل العسكري كاملا وفي هذا يقول الفاروق ، ( إني لم أعزل خالدًا عن سخطة ولا خيانة، ولكن الناس فتنوا به، فخفت أن يوكلوا إليه ويُبتلوا به. فأحببت أن يعلموا أن الله هو الصانع، وألا يكونوا بعرض فتنة.)
ولقد تقبل سيف الله هذا العزل بصدر رحب وبإيمان المؤمن القوي ، وإحتسب أمره الى الله.
وقد توفي خالد بحمص عام 21 هـ / 642 م، عن عمر يناهز ال٥٥ عاما حسب بعص الروايات، ولخالد بن الوليد جامع كبير في حمص، ويزعم أن قبره فيه .
و روي أن خالد قال على فراش موته:
( لقد شهدت مئة زحف أو زهاءها، وما في بدني موضع شبر، إلا وفيه ضربة بسيف أو رمية بسهم أو طعنة برمح وها أنا ذا أموت على فراشي حتف أنفي، كما يموت العير فلا نامت أعين الجبناء.)
رضي الله عنك ياأبا سليمان وجزاك الله، عن مليارات المسلمين في أصقاع الأرض الأجر والثواب ، واللهم أحشرنا في زمرتهم.
والى لقاء آخر في سيرة أخرى لقائد إسلامي أخر بإذن الله.

إغلاق