اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

رسالة من وشق

رسالة من وشق

مقال لـ/ أشرف قطمير
24 مارس 2025

في عالمنا اليوم، لا تكاد تمر ساعة دون أن تذكرنا الأحداث بما نعيشه من صراع مستمر بين الحق والباطل، بين المظلومين والطغاة. وتذكرنا الحكايات القديمة التي خلّفها لنا الزمان، كيف أن التوازن بين الصمت والفعل هو ما يمكن أن يقودنا نحو النصر. كما في قصة الغراب الذي علمنا أن نواري ذنوبنا بالدفن، حينما قتل أحد أبناء آدم أخاه فدفن جسده في الأرض، ليتعلمنا درسًا في كيفية إخفاء الخطايا وعدم السماح لها بالظهور. ولكن أيضًا، كيف نعتني بأخطائنا ونخفيها في صمت، كي نعيد بناء الذات والمجتمع.

لكن مع الغراب، لا تكمن الحكمة فقط في دفن الأخطاء، بل في إظهار القوة في اللحظة المناسبة. وهنا يأتي دور الوشق، ذلك الحيوان الذي لم يتردد في الهجوم على الجنود المعتدين، رغم ضعف إمكانياته مقارنة بهم. الوشق، في تلك اللحظة، كان رمزًا لشجاعة الحق. كان المعلم الذي يوضح لنا أن الحق لا يعترف بالضعف، بل بالقوة والإيمان في النضال، حتى لو كانت المعركة غير متكافئة.

اليوم، كما الغراب والوشق، نحن في حاجة إلى أن نتعلم توازنًا جديدًا. علينا أن ندفن ما مضى من أخطاء وصراعات سابقة، ولكننا في الوقت نفسه مطالبون أن نكون كالوشق؛ أن نواجه الظلم بما لدينا من قوة، حتى وإن كانت تلك القوة أقل مما يملكه المعتدي. قد يكون الصمت أحيانًا حكمًا، لكن في أوقاتنا العصيبة، يصبح الفعل هو الخيار الوحيد. لا بد أن نتحرك في اللحظة المناسبة، لا أن نبقى في صمتنا إلى الأبد.

يا أبناء الأمة العربية والإسلامية، يا أصحاب الحق في فلسطين، يا حماة المسجد الأقصى، هذه اللحظات هي لحظات الفعل. قد تعيشون في صمت، ولكنكم تعلمون جيدًا أن الطريق إلى الحرية لا يُعبّد بالصمت فقط. يجب أن تخرجوا إلى الميدان، كالوَشق، وتواجهوا الظلم والعدوان بما تملكون من عزيمة. أنتم اليوم في معركة تاريخية، ليس أمامكم سوى خيارين: إما أن تبقوا دفنتم آلامكم في أرض اليأس، وإما أن تكونوا أبطالًا في معركة الحق، حتى لو كانت قواكم أقل. فالحق أحق أن يُنتصر له. نحن جميعًا اليوم في معركة من أجل المسجد الأقصى، من أجل القدس، من أجل كرامة الأمة. فلتكن هذه اللحظات لحظات النهوض، فكما علمتنا الحكايات، فالنصر لا يأتي إلا بالتحرك، بالتصدي، وبالإيمان العميق أن هذا الطريق هو طريق الخلاص.

تعليقات (0)

إغلاق