لماذا تُخرج زكاة مالك بعيدًا .. وهناك محتاجون بجوارك؟

بقلم/أ. علي عباس بن طالب
الثلاثاء 2025/3/25م.
▪️الزكاة حق للفقراء والمحتاجين، وهي تطهير للمال ونماء للبركة، لكن بعض التجار يخرجون زكاتهم في مناطق بعيدة، رغم أن منطقتهم مليئة بالأسر المتعففة والمحتاجين.
قال النبي ﷺ: «تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ فِي فُقَرَائِهِمْ»، وهذا يدل على أن الأولى أن يستفيد منها الفقراء القريبون قبل غيرهم، ما لم تكن هناك ضرورة شرعية لنقلها.
أيها التاجر الكريم، تفقد من حولك، فربما هناك أرامل وأيتام وأسر تعاني بصمت، وصدقتك لهم تعود عليك بالبركة في رزقك وأعمالك. لا تحرم منطقتك من حقها، فالخير يبدأ من الأقربين.
أيها التاجر، أتدري ما معنى الزكاة؟ إنها ليست مجرد أموال تخرجها للتخلص من الفرض، بل هي حق الفقراء في مالك، وهي بركة لنفسك وتجارة مع الله لن تبور. لكنك تُخرجها بعيدًا، متجاهلًا الفقراء والمحتاجين في منطقتك، الذين يرون مالك يفيض ولا يصل إليهم!
كيف تنام قرير العين وهناك أيتام في حيك يتضورون جوعًا؟ كيف تسير بين الناس مرفوع الرأس، وهناك أرامل لا يجدن لقمة العيش، بينما زكاتك تُرسل إلى أماكن أخرى؟ أليس الأقربون أولى بالمعروف؟
اتقِ الله في أموال الزكاة، فهي ليست منّة منك، بل أمانة في عنقك. لا تكن سببًا في ضياع حقوق المحتاجين من حولك، فتندم يوم لا ينفع الندم. أموال الزكاة أمانة، فلا تخنها!
من المؤسف أن نجد بعض التجار يخرجون زكاة أموالهم في مناطق بعيدة، رغم أن في أحيائهم ومدنهم من يستحقها، من الأرامل والأيتام والفقراء والغارمين وغيرهم من الأصناف الثمانية التي حددها الله تعالى.
الإسلام لم يمنع نقل الزكاة، لكنه جعل الأصل في إخراجها أن تكون في موطن المال والمزكِّي، لأن أهل البلد أدرى بحاجتهم وأولى بسد عوزهم. وقد ثبت عن النبي ﷺ أنه قال لمعاذ بن جبل عندما أرسله إلى اليمن: “تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ، فَتُرَدُّ فِي فُقَرَائِهِمْ” (رواه البخاري ومسلم).
لماذا يبحث بعض التجار عن مناطق بعيدة لتوزيع زكاتهم، متجاهلين أن في أحيائهم من يسأل الناس الحاجات، ومن يبيت جائعًا، ومن يئن تحت وطأة الديون؟
أيها التجار الكرام، بارك الله لكم في أموالكم وزادكم من فضله، أنفقوا زكاتكم حيث تعيشون، وساهموا في تنمية مجتمعكم، فربما تكون يد العون التي تقدمها اليوم سببًا في بناء مستقبل أفضل لفقير أو محتاج من منطقتك.