اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

سيف من سيوف اللهالحـــلــــ 3 ــــقةالقعقاع بن عمرو التميمي(صوته في الجيش خير من ألف رجل )

سيف من سيوف اللهالحـــلــــ 3 ــــقةالقعقاع بن عمرو التميمي(صوته في الجيش خير من ألف رجل )

بقلم : م. لطفي بن سعدون الصيعري.
27 رمضان 1446 هـ – 27 مارس 2025م .

المتابع لتاريخ الفتوحات الاسلامية، يذهله بروز الاف القادة والصناديد والمقاتلين الأشداء من العرب المسلمين، من كل ارجاء وقبائل الجزير العربية من قريش وكندة وتمبم وبني أسد والازد وبني شيبان وثقيف وبقية القبائل العربية . وهذا كان نتاجا طبيعيا لقوة إيمانهم، ولتوحدهم خلف راية الخلافة الإسلامية الواحدة، ولحياة الجلد والصبر وسمو الاخلاق التي تربوا عليها، وهو مانرجو حدوثه الأن لإستعادة أمجادنا ، وبعد انتشار الإسلام ظهر ايضا قادة وصناديد أفذاذ من العجم، من الكرد والترك والبربر وخراسان وبلاد اليند والهند والمغول وغيرهم.
و في الحلقتبن السابقتين تعطرنا بسيرة سيفين من سيوف الله هما خالد بن الوليد وسعد بن أبي وقاص فاتحي فارس والروم وقائدي معركتي اليرموك والقادسية، الفاصلة في التاريخ الإسلامي ،رضي الله عنهما وحشرنا في زمرتهم. والبوم سنخوض في سيرة سيف اخر من سيوف الله كان له دورا بارزا وحاسما في معركتي اليرموك والقادسية وفتح المدائن ودمشق، وبقية معارك العراق والشام ومصر، وهو الصحابي الجليل القعقاع بن عمرو التمبمي.
حيث شهد أكثر المعارك في العراق والشام ضد الفرس والروم ، وكانت له في ذلك مواقف حاسمة ووقائع مشهورة.
وعن سيرته فهو ، اَلْقَعْقَاعُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ اَلْأُسَيْدِيُّ اَلتَّمِيمِيُّ صحابي جليل من قبيلة تَمِيم، ولد في نجد من مضارب بني تميم ، ويعد أحدُ فُرَسان العرب وأبطالهم وشجعانهم في الجاهلية والإسلام، و كان من قادة المسلمين في حروب الردة و الفتوحات الإسلامية في زمن الخلفاء الراشدين ، وشهد الحروب الكبرى ضد الروم والفرس كمعركة القادسية ومعركة اليرموك وفتح المدائن وفتح دمشق وغيرها من المعارك وأبلى فيها بلاءً حسنًا ، و كان للقعقاع بن عمرو التميمي أثر عظيم في قتال الفرس في القادسية وغيرها، وكان من أشجع الناس، وأعظمهم بلاءً، وهو الذي قال فيه سبدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه: “صوت القعقاع في الجيش خير من ألف رجل”. : و «لن يهزم جيش فيه القعقاع».وكان يتقلد سيف هرقل الروم ودرع بهرام فارس في أوقات الزينة ، والتي غنمها في معارك الفتح .
كما كان مع فروسيته وبطولته شاعراً يصف المعارك التي يخوضها وصفًا دقيقاً .
وقد شهد أكثر المعارك في العراق والشام ضد الفرس والروم ، وكانت له في ذلك مواقف حاسمة ووقائع مشهورة.
شارك الى جانب خالد بن الوليد في كل معاركه في العراق ايام الخليفة ابوبكر الصديق بدءا من معركة الأبلة ثم الحيرة ثم الحصيد والمصيخ والفراض ، ثم توجه مع خالد وجنوده للقتال في الشام مع جند الاسلام هناك، وشهد كل معاركها حتى معركة اليرموك ، ثم عاد للعراق مرة اخرى مددا لجيش المسلمين في القادسية، ووصلها في اليوم الثاني للقتال، ويسمى يوم اغواث تبمنا لمقدمه وجنده .
وفي هذا اليوم تجلت بطولة القعقاع بن عمرو ، بعد وصوله أرض المعركة، فبينما كان المسلمون مستعدين لقتال عدوهم، طلعت عليهم نواصي الخيل القادمة من الشام، بامر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، بعد النصر في اليرموك ، وكانت تقدر بستة آلاف مقاتل، بقيادة هاشم بن عتبة ، وعلى مقدمتهم القعقاع بن عمرو، وقد أحس القعقاع بحاجة جند المسلمين في القادسية إلى المدد، فتعجل هو ومن معه وعددهم ألف فارس، فطووا المسافة قبل عامة الجيش، فوصل ورجاله في الوقت المناسب، في صباح يوم أغواث، فكانت بداية حسنة وجيدة للمسلمين، استبشروا بها خيرا، ورفعت معنوياتهم بعد يوم متعب وصعب وهو يوم أرماث،
وقد قسم القعقاع فرسانه الألف إلى عشرة عشرة، وعهد إليهم أن يتوافدوا إلى أرض المعركة كل عشرة على حدة، وكان هو على رأس العشرة الأولى، ووصل إلى المسلمين وسلم عليهم، وبشرهم بقدوم المدد من الشام، وقال لهم: «يا أيها الناس أني قد جئتكم في قوم، والله لو كانوا مكانكم، ثم أحسوكم حسدوكم حظوتها، وحاولوا أن يطيروا بها دونكم، فإصنعوا كما أصنع.». ورغم صعوبة السفر وعنائه لم يخلد القعقاع للراحة، بل توجه إلى ميدان القتال مناديا: من يبارز؟ وكان فرسان الفرس على معرفة تامة بالقعقاع من حروبهم السابقة، وأنه فارس لايشق له غبار، مرهوب الجانب في المعارك، فترددوا في الخروج إليه، فاضطر أشجع فارس فيهم واحد قادتهم الثلاثة، إلى الخروج إليه وهو بهمن جاذويه فقال له القعقاع من أنت؟ فقال أنا بهمن جاذوية، وعندها تذكر القعقاع ما أصاب المسلمين في موقعة الجسر على يد هذا العلج، ومقتل أبو عبيد الثقفي وألاف المسلمين، فثار الدم في جسمه. ورأى أنها الفرصة المناسبة للأخذ بثأر المسلمين، فصاح القعقاع في وجه بهمن جاذوية، يألثارات أبو عبيد وسليط وأصحاب الجسر، وهجم القعقاع على بهمن جاذوية وقتله، وسر المسلمون بمقتله، ووهنت الفرس، فكانت هذه بداية حسنة للمسلمين، وبداية سيئة للفرس في هذا اليوم، وبعدها اشتعلت المعركة، وبدأ القتال العنيف، وجعل القعقاع يشد من أزر المسلمين بخطبة حماسية فكان يقول لهم «يا معشر المسلمين باشروهم بالسيوف، فإنما يحصد الناس بها».
ولقيت الفرس في هذا اليوم، أشد مما لقيه المسلمون في اليوم الاول، وظهر النصر في يوم أغواث للمسلمين بفضل الله عز وجل ، ثم بفضل خطط وشجاعة القعقاع بن عمرو، التي كانت لها الدور الأكبر في إرجاح كفة المعركة لصالح المسلمين، وقد حمل القعقاع في هذا اليوم ثلاثين حملة على الفرس، وفي كل حملة يقتل فارسا أو أكثر.
وإستمرت معركة القادسية لليوم الثالث، وسمي يوم عماس ، بقتال شديد من اوله الى اخره ، شارك فيه ايضا كل مدد الشام بقيادة هاشم بن عتبة رضي الله عنه بعد وصولهم أرض المعركة ، واستخدم الفرس في هذا اليوم سلاحهم الفتاك الفيلة، فهاجمت المسلمين وفتكت بهم وفرقت جموعهم، حتى انبرى لهم القعقاع واخيه عاصم ليضعا رمحيهما في عبني فيلهم الأبيض القائد وجزوا خرطومه ، وكذلك فعل جمال بن مالك والربيل بن عمرو مع الفيل الأجرب، وبذهاب الفيلة من أرض المعركة ترجحت كفة المعركة للمسلمين وظهرت الغلبة لهم. واستمرت معركة عماس حتى ليلها ، التي سميت بليل هرير، وكان للهجوم الليلي الذي قاده القعقاع وكل جيش المسلمين معه ، و هو الأول من نوعه حتى ذلك الوقت ، حيث كان لهذا الهجوم أثر كبير، في ترجيح كفة المسلمين ، وهو الذي حدد مصير معركة القادسية، واستمر القتال في ليلة الهرير ، حتى بزغ نور شمس اليوم الرابع وهو يوم القادسية ، وجند الإسلام على مواقعهم ، لم تغمض لهم عبن بالرغم مما نالهم من تعب وجهد، واستمروا في قتالهم طيلة هذا اليوم، بعدما تيقن المسلمون انهم المنتصرون، وأراد القعقاع استثمار حالة النصر الأكيدة فصرخ في الجيش الإسلامي ، «إن الدبرة بعد ساعة لمن بدأ القوم، فاصبروا ساعة واحملوا، فإن النصر مع الصبر فآثروا الصبر على الجزع.» وهكذا إستمر المسلمون في قتالهم، حتى تحقق لهم النصر الحاسم باذن الله ظهر هذا اليوم ، وقتل رستم قائد الفرس، واندحروا مهزومين فاربن من أرض المعركة والمسلمون من خلفهم يحصدونهم وياسرونهم . وانتهت معركة القادسية في هذا اليوم الرابع بنصر مبين. وانفتحت كل مدن فارس بعدها، بدءا بيهرسير ثم المدائن عاصمة كسرى، ثم جلولاء و حلوان ونهاوند.
وبعد معارك العراق التحق القعقاع أيضا، مرة اخرى بجيوش الشام، وشارك في اسقاط مدنها ، ثم توجه مع جيش عمرو بن العاص لفتح مصر حتى فتحوا معظم مدنها .
وإستقر أخيرا في المنزلة (الدقهلية) من أرض مصر حتى وفاته، وفيها يوجد مقامه.
والى لقاء آخر مع سيف أخر من سيوف الله رضي الله عنهم وأحشرنا في زمرتهم.

إغلاق