رجل المواقف النبيلة الشيخ علي بن كده الكثيري رحمه الله

مقال لـ / لطفي باجندوح
الأربعاء 9 أبريل 2025م

عزفت عن الكتابة زمنا لكن أبى قلمي إلا أن ينسل من غمده ليسطر بعض الكلمات المتواضعة في حق رجل الوفاء والمواقف النبيلة والوعظ والنصح والإرشاد وإصلاح ذات البين التي من أتقن فنها كسب محبة الناس وقبلها نال رضى خالقه وسيده ومولاه جل في علاه

رجل نحتاجه وأمثاله كما يحتاج الشجر الماء والجسم للشرب والغذاء سيما أننا في زمن الفتن والمدلهمات وعصر قل فيه المصلحون وكثر فيه المبطلون ولم يعد للناس ملاذ لحل مشكلاتهم والإصلاح لذات بينهم وإرشادهم للصراط المستقيم إلا عند من وفقه الله ومن اعتمر قلبه بالإيمان وعلم الحلال والحرام وحمل على عاتقه هم الناس أجمعين.

لا أدري بما أصف الشيخ الجليل علي عبيد بن كده رحمه الله وقد _عرفته عن قرب_ بكرمه أم بحسن خلقه أم برقة قلبه ونور وجهه وبشاشة محياة وتدفق مشاعره النبيلة ورحمته بالمرضى ممن يحتاج للرقية الشرعية ومن تكالبت عليه هموم الدنيا ليجد الشيخ علي عبيد الصدر الدافئ والقلب الحاني الذي يواسيه في خطوبه ومشكلاته وكذا تألقه وسطوع نجمه في الإصلاح بين الناس وإخماد نيران الفتن بين الأفراد في بيوتهم ومشكلاتهم الحياتية التي قل من يتقن الدخول فيها والبعض ينأى بنفسه عنها لما يترتب عليها من تعب وعناء وتفرغ لمواعيدها الكثيرة.

رحل عنا الشيخ علي عبيد لأن الفناء محتوم على كل شيء إلا وجه ربي الكريم وأملنا في الله أن يصبرنا على فقده وأن يخلف لنا من يحذو حذو فعائله وصفاته وسجاياه الحميدة وعزاءنا لأهل الشيخ وذويه وقبيلته وكل من يعز عليه نسأل الله العلي العظيم أن يجعل ماقدمه من أعمال صالحة في موازين حسناته وذخرا له في قبره ورفعة لدرجاته في جنات النعيم

لو رحل بعض الأوادم يعتلي غيره مكانه
بس المصيبة في رحيل الشيخ يجي مثله منين؟