اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

قطرة ماء.. وطن بأكمله

قطرة ماء.. وطن بأكمله

مقال لـ/ أشرف قطمير
الجمعة 18 مارس 2025

هل سمعتم عن وطنٍ تُصبح فيه قطرة الماء أمنية؟
عن بلادٍ يركض فيها الإنسان خلف ظله، لا لأنه ضلّ، بل لأنه ضاع؟
عن أرضٍ إذا طلبت فيها ماءً، نظر إليك الناس وكأنك تسأل عن الجنة؟
ذاك هو اليمن، الأرض التي خُلقت من صبر، ونُسجت من وجع.

يا أبناء الطين،
إن قطرة الماء التي تسقط من السماء، لا تُروي فقط ظمأ الجسد، بل تُعيد للروح معناها، وللقلب سكينته.
وفي بلادٍ كل ما فيها جفّ، حتى الكلام، باتت تلك القطرة مقياسًا للحياة.
فلا تسألوا عن النفط، ولا عن الغاز، فالذي يتمنى الماء لا يُغريه الذهب، والذي احترق ظمأً، لا تُسكته الوعود.

وأنه من ظمئ الآن، لن ينسى من جعله يظمأ،
ومن أُذلَّ في العيد، لن يغفر لمن جعله يبكي وهو يُكبِّر.

ويا الله،
ما هذا الوطن الذي يصرخ فيه الظمآن: قطرة ماء!
فتجيبه السلطة برصاصة، ويبتسم له المسؤول بخطبٍ عن الوطنية!
ما هذا العالم الذي أغلق أبوابه في وجه اليمن،
وكأن الجغرافيا جرم، وكأن الفقر لعنة، وكأن الخذلان مذهب رسمي؟!

يا قطرة الماء،
أنتِ الحلم، وأنتِ المرآة، نرى فيك وجوهنا حين كانت حية،
نسمع صوت أمٍّ تدعو لابنها، ونشعر بيدِ أبٍ يتعب كي لا تجوع أسرته،
وكلما تأخرتِ عن النزول، خاف الإنسان أن يتحول إلى حجر.

حسبنا الله ونعم الوكيل،
في من جعلنا نغرق عطشًا،
في من باع الأرض ونكص على عقبيه،
في من نسي أن الظلم لا يدوم، وأن العطش لا يُنسى.

فقطرة الماء في اليمن ليست ماء، بل هي وطنٌ بأكمله…
ويا ليت قومي يعلمون.

إغلاق