24 ابريل الرمزية والدلالات !!!
بقلم / م . لطفي بن سعدون الصيعري.
الاربعاء 24 ابريل 2025
يصادف يوم ٢٤ ابريل الذكرى التاسعة لتحرير المكلا وساحل حضرموت ، من قبضة تنظيم القاعدة الإرهابي ، وهو حدث عظيم في مسار حركة التحرر الوطني الحضرمي المستقل ، له الكثير من الرمزية والدلالات ، فهو يمثل استكمالا لمسيرة الهبة الحضرمية في ٢٠ ديسمبر ٢٠١٣ م، التي انطلقت بزخم شعبي لانظير له في حضرموت ، التي اسقطت حضرموت بيد أبنائها لما يقارب الأسبوع ، ولكن لانعدام الرؤية الواضحة والتنظيم الجيد، ونقص الامكانيات العسكرية واللوجستية ، مقارنة بقوات الإحتلال حينها ، فقد استعادت قوات الحرس القديم اليمنية كل المرافق الحكومية، التي سقطت في قبضة ثوار الهبة . ولكن الهبة فجرت براكين الغضب لدى الشعب الحضرمي ، ورسخت الوعي الحضرمي المستقل بعدااة قضيته ، وأشعلت طموحاته في انتزاع حقوقه التاريخية المشروعة ، وعلى راسها حقه في استقلال قراره السباسي ونديته لصنعاء وعدن ، وترسيخ مبدأ شراكة حضرموت العادلة مع محيطها الجنوبي والشمالي ورفض التبعية.
لم يرق للدولة البمنية العميقة ، هذا الطوفان الحضرمي المستقل ، الذي انطلق بقوة لانتزاع حقوقه، فماكان من القوى المعادية في منظومة الحكم اليمنية ،الا ان كشرت عن انيابها ، لسحق هذا التمرد الحضرمي ضد الدولة العميقة المهترئة ، وكان أفضل خيار لها هو اسقاط حضرموت بيد تنظيم القاعدة الإرهابي، وادخالها في اتون الفوضى وانعدام الدولة وحكم مليشيات الغاب.
لكن الشعب الحضرمي لم يستسلم وظل يبحث عن اي طريقة لاستعادة الدولة المختطفة، وسيادة الحضارمة على ارضهم وثرواتهم وانتزاع استقلالهم السياسي، وفعلا تلاقت اجندات الحضارمة وتقاطعت مع أجندات دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لتحرير المكلا حاضرة حضرموت. من قبضة الارهاب وترسيخ الأمن والاستقرار وإعادة منظومة الدولة في حضرموت ، لانها تمثل العمق الاستراتيجي للمملكة .
وهكذا قاد حلف قبائل حضرموت بقيادة المقدم عمرو بن حبريش كافة الجهود لإنشاء معسكرات لتدريب الحضارمة على فنون القتال والتدريب والإنضباط العسكري .
وأستجابت قيادة التحالف السعودي الإماراتي لتطلعات الحضارمة ومشروعيتها ، لتطهير حضرموت من العصابات الإرهابية ، وطموحهم نحو تشكيل قوات حضرمية مستقلة ذات هوى وهوية حضرمية خالصة. تكون الدرع الواقي لحضرموت الأرض والإنسان والثروة ، وهكذا تشكلت قوات النخبة الحضرمية ضمن قوام المنطقة العسكرية الثانية وفي اقل من عام من التدريبات المكثفة في معسكرات الحلف في الهضبة وثمود ، أصبحت هذه القوات الحضرمية جاهزة لحسم معركة تحرير المكلا وساحل حضرموت وطرد قوى الإرهاب منها . ويوم ٢٤ ابريل الخالد قامت هذه القوات الباسلة بقيادة اللواء البحسني وبإسناد مباشر من قوات حلف قبائل حضرموت بقيادة بن حبريش، وبإشراف ومشاركة فاعلة من قوات التحالف الجوية والبحرية والبرية ، باقتحام مدينة المكلا وساحل حضرموت من عدة محاور ودخلتها منتصرة مع مغرب هذا اليوم . وكانت قوات الحلف القبلية بقيادة بن حبريش هي السباقة لتحرير مطار الريان .
لقد كان الانتصار في هذا اليوم الخالد في مسار حركة التحرر الوطني الحضرمي، بنكهة حضرمية مستقلة خالصة وبدعم لامحدود من قوات التحالف . واليوم عندما نحتفل لهذه المناسبة العظيمة. فعلينا ان نستذكر تضحيات النخبة الحضرمية وماقدمته من شهداء وجرحى جنودا وقادة لتحرير ارضهم الغالية، وان نستذكر القيادات الميدانية التي حققت هذا النصر وعلى راسهم اللواء البحسني والمقدم بن حبريش والقائد الإماراتي فيصل الكعبي وان نخلد مناقبهم الى ابد الآبدبن ، و مثلما كان التحرير حضرميا مستقلا ، يجب ان يكون الإحتفال بذكرى التحرير ايضا حضرميا مستقلا . ولا نامت أعين الجبناء والمتسلقين وراكبي الموجة !!!
.






