اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

“النخبة الحضرمية: درع حضرموت وسيفها في معركة الكرامة

“النخبة الحضرمية: درع حضرموت وسيفها في معركة الكرامة

كتب / عمر مسيعد
الخميس 24 ابريل 2025

في هذه الأيام، يحتفل أبناء حضرموت بكافة أطيافهم بالذكرى التاسعة لمعركة النصر والكرامة، يوم 24 أبريل المجيد، الذي شهد تحرير ساحل حضرموت من قوى الظلام والإرهاب. في هذا اليوم الخالد، سطر رجال حضرموت، ممثلين بقوات النخبة الحضرمية وقياداتها وأفرادها الشرفاء، ملحمة تاريخية في محاربة الجماعات المتطرفة، ووضعوا نهاية لعهد الإرهاب الذي أنهك المنطقة.

في ذلك اليوم المهيب، ارتقى شهداء أبرار بأرواحهم ودمائهم الطاهرة ليكتبوا فصلًا جديدًا في تاريخ التضحية والفداء، مانحين حضرموت الأمن والرخاء والازدهار. لم يكن يوم 24 أبريل مجرد انتصار عسكري، بل كان بداية لعهد جديد في إدارة حضرموت لشؤونها الداخلية، السياسية، والعسكرية، والاقتصادية.

لقد مثل هذا الانتصار لحظة فارقة ومهمة في مسيرة استعادة السيطرة على الثروات والموارد المحلية، والتخلص من عقود من التبعية والمركزية المجحفة. وجاء كجزء مكمل للشرارة الأولى التي أطلقها حلف حضرموت بقيادة المقدم الشهيد سعد بن حبريش، رحمه الله.

لا يمكن الحديث عن النخبة الحضرمية دون الإشارة إلى الدور البارز للواء الركن فرج سالمين البحسني، قائد معركة التحرير، الذي قاد النخبة الحضرمية بحنكة واقتدار، وأسهم في تشكيلها على أسس نظامية صحيحة. بفضل رؤيته الثاقبة وخبرته العسكرية، أصبحت النخبة الحضرمية نموذجًا يحتذى به في العقيدة العسكرية والانضباط.

وخلال توليه منصب محافظ حضرموت، لعب البحسني دورًا كبيرًا في تجنيب المحافظة الكثير من الصراعات السياسية التي كانت مدعومة لزعزعة الاستقرار وتفكيك النسيج الاجتماعي. كان حريصًا على جمع كلمة الحضارم وتوحيد صفوفهم بمختلف أطيافهم وتوجهاتهم، مما عزز من استقرار حضرموت وجعلها نموذجًا يُشاد به على مستوى الوطن، عكس ما تعيشه اليوم من تفرقة وتشرذم سياسي واجتماعي .

وفي مواجهة التحديات، لم يتردد البحسني في الضرب بيد من حديد على كل من يحاول تهديد أمن حضرموت أو العبث باستقرارها. هذا النهج الحازم والحكيم جعل أبناء حضرموت يثمنون دوره القيادي ويرون فيه حكيمًا تحتاجه المحافظة في ظل الظروف الراهنة.

منذ نشأتها، استطاعت النخبة الحضرمية أن تبسط نفوذها على كامل مواقع المنطقة العسكرية الثانية، وأن تحفظ الأمن والاستقرار فيها. ورغم الهجمات الإعلامية والتحريضية التي حاولت النيل من سمعتها، أثبتت هذه القوة الحضرمية أنها نموذج يُحتذى به في الالتزام بالعقيدة العسكرية الصحيحة والنظم والقوانين.

حظيت النخبة الحضرمية بتأييد واسع من أبناء حضرموت على اختلاف توجهاتهم السياسية، الذين رأوا فيها رمزًا للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة. ومع ذلك، تواجه النخبة اليوم محاولات مستمرة لاستهدافها، سواء بالتحريض أو السعي لإقحامها في تجاذبات سياسية تهدد تماسكها.

إن قوات النخبة الحضرمية ليست مجرد تشكيل عسكري، بل هي امتداد لجذور الجيش البدوي الحضرمي، الذي كان دائمًا رمزًا للشجاعة والانتماء. لذا، فإن واجب أبناء حضرموت جميعًا هو الالتفاف حول هذه القوة ودعمها في وجه محاولات إضعافها أو استبدالها، وممن يدعون دعمها ،وضمان بقائها حصنًا منيعًا في مواجهة التحديات.

وفي ظل المطالبات المتزايدة بالحكم الذاتي والتحكم الكامل في الثروات، يظل الحفاظ على وحدة الصف الحضرمي ودعم النخبة الحضرمية السبيل الأمثل لتحقيق تطلعات أبناء حضرموت.

حفظ الله حضرموت ورجال نخبتها الأبطال، ورحم شهداءنا الميامين الذين سطروا بدمائهم مستقبلًا مشرقًا لهذه الأرض الطيبة.

إغلاق