موقع مختص بالشأن العسكري والأمني : تمرينات ومُناورات حوثية في السواحل الغربية تُحاكي تعرض الجماعة لهجمات بحرية وبرية

تاربة_اليوم / متابعات
28 اكتوبر 2024

أوضح موقع متخصص في الشأن العسكري والأمني إن جماعة الحوثي المدعومة من إيران نفذت عمليات تدريبات عسكرية تكتيكية تُحاكي تعرض الجماعة لهجوم بحري وبري، في ظل خشية الجماعة من تعرضها لهجوم مع تصعيدها لعمليات استهداف الملاحة البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن.

وأشار موقع ديفانس إن قوات تابعه لجماعة الحوثي نفذت سلسلة مُناورات تكتيكية في الساحل الغربي تحاكي التصدي لأربع موجات هجومية افتراضية واسعة بحراً وبراً من قوات معادية، بمشاركة متكاملة من “سفن وقطع حربية بحرية معادية تمهيداً لإبرار معادي يتسلل عبر الساحل”، وتصدي قوات الجماعة للهجمات بمحاكاة عمليات قتالية متعددة “في سياق التصدي لهجوم قوات العدو على بيئات وتضاريس مختلفة من الساحل والمدن والصحراء والجبال وفق عمليات دفاعية وهجومية تكتيكية” وفقا لما ذكرت الجماعة.

وبحسب موقع ديفانس حاكت المناورات مشاركة “قوات التعبئة العامة” التصدي لقوات معادية “التي تحاول السيطرة على احدى القرى عبر إنزال جوي لقوات العدو المفترض”.

وأكد موقع ديفانس المتخصص بالشأن العسكري والأمني أن هذه المناورات تأتي مع تزايد مخاوف الجماعة من التعرض لعمليات هجومية خارجية في ظل تصعيد عملياتها ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، والتحذيرات الخارجية المتكررة التي تتلقاها الجماعة، وبالتزامن مع “تسريبات غير مؤكدة” عن تحضيرات لتحرير محافظة الحديدة الواقعة تحت سيطرة الجماعة التي تستخدم الموانئ في الحديدة والصليف والجزر والسواحل في البحر الأحمر للأعمال العسكرية وخطوط تهريب لتدفقات السلاح والتقنيات والتمويلات القادمة من إيران وجهات خارجية أخرى.

كما تتزامن تدريبات الجماعة مع إعادة تموضع قوات “المقاومة الوطنية” والقوات المشتركة المتمركزة في المناطق الساحلية الغربية بمحافظتي تعز والحديدة، بقيادة العميد طارق صالح، عضو مجلس القيادة الرئاسي، وقيام تلك القوات المدعومة من الإمارات بإعادة ترتيب مسرح عملياتها ونطاق انتشارها، وانخراط قطاعاتها البحرية في جهود محاربة التهريب.

حافز لشد القوة والتحشيد
 
يعتبر الصحفي والباحث المتخصص في المجال العسكري وجماعة الحوثيين عدنان الجبرني، هذه التمرينات بأنها تأتي ضمن “حالة شد الجاهزية” لمقاتلي الجماعة وهي حالة شبه دائمة، ورسالة لجمهور مناطق سيطرة الحوثي -ضمن حالة التعبئة والتحشيد المستمرة والمرتبطة باستغلال حرب غزة على المستوى الداخلي- للإيحاء بأن الجماعة أمام خطر فعلي بشن الأمريكي والاسرائيلي عملية برية ضد أرض يمنية وتهييج عواطف ومخيلة المقاتلين بأنهم ممكن أن يواجهوا الأعداء المفضلين على الأرض. حد قوله.

ويضيف الجبرني في حديثه لـ”ديفانس لاين” بأن التمرينات هي “حافز سواء لشد القوة الحالية أو استقطاب مقاتلين جدد، خاصة بعد تراجع زخم عمليات الجماعة، وكذلك أثرها، بعد التحول في المقاربة الإيرانية والتهديدات الوجودية التي وجدت طهران نفسها أمامها بسبب أذرعها.. وبكل حال هي رسالة من الجماعة أنها جاهزة على كل المستويات”.

وتعمل الجماعة الحوثية على تطوير قدراتها الحربية وبنيتها العسكرية وإعادة تحديث تنظيمها وتكتيكاتها وتأمين مخازن محصنة لأسلحتها ومنظومة الصواريخ والطيران المسير ومراكز التصنيع الحربي، وتمكنت من بناء منشآت عسكرية جديدة منذ إعلان الهدنة الهشة مطلع العام 2022م، في إطار استعداداتها لحروب طويلة الأمد.

وكانت مصادر أمنية قد كشفت لـ”ديفانس لاين” عن قيام الحوثيين بأعمال حفر أنفاق وتحصينات وملاجئ تحت الأرض في المرتفعات الجبلية شرقي الحديدة، خلال الفترة الأخيرة خصوصا منذ ما بعد الضربات الإسرائيلية ضد حزب الله، ذراع إيران في لبنان.

ومنذ نوفمبر2023، ينفذ الحوثيون عمليات تستهدف السفن في البحر الأحمر وخليج عدن امتدادا إلى البحر العربي، تحت لافتة نصرة فلسطين ضد الحرب الإسرائيلية، تقول الجماعة أنها تستهدف السفن ذات الارتباط بإسرائيل وأية سفن متجهة من وإلى إسرائيل أيا كانت جنسياتها، وصعدت الجماعة عملياتها مستهدفة البوارج والمدمرات الحربية الأمريكية.

مقابل ذلك، تقود الولايات المتحدة تحالفا عسكريا دوليا منذ إطلاق عمليات “حارس الازدهار” في 19ديسمبر2023، بمشاركة عدة دول غربية، بغرض تأمين الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب.

فيما تشن القوات الأمريكية وقوات بريطانية، منذ 12 يناير، ضربات تستهدف مواقع وقدرات للحوثيين في مناطق سيطرتهم، وتقول تصريحات أمريكية إن تلك الضربات تهدف فقط لتحييد قدرات الجماعة ومنع اعتداءاتها على السفن.