الصرف عذر لمن لا عذر له

مقال لـ / اشرف قطمير
الجمعة 1 نوفمبر 2024

هل أصبح “الصرف عذراً لمن لا عذر له” حقاً؟ في أسواق اليمن، يبدو الصرف وكأنه تذكرة مفتوحة تتيح للتجار رفع الأسعار كما يشاؤون، متخذين منه ستاراً لكل طمع، وكلما سأل المواطن عن سبب هذا الارتفاع الجنوني قالوا له: “الريال السعودي ارتفع”. كأن الريال أصبح عذراً جديداً لكل ما يعجزون عن تبريره، ومبرراً لكل من أراد تحميل المواطن ثقل الأزمة وحده.

يدخل المواطن إلى المتجر حاملاً همّ الحياة اليومية في كل خطوة، يبحث عن قوت يومه، فيجد الأسعار تتفاوت من محل لآخر، بين متجر يبيع بسعر وآخر يضاعفه، وكأنهما لا يتبعان لنفس السوق ولا يتعاملان مع نفس المورد. كل هذا يحدث بينما المورد واحد، والأسواق قريبة، والدولة في مكانٍ بعيد، غائبة أو متغافلة.

يا ترى، أين الرقابة على الأسعار؟ أين الجهات المسؤولة التي وُجدت لتحمي هذا المواطن الضعيف من أيدي التجار الممتدة؟ هل حقاً الصرف هو الجاني، أم أن هؤلاء التجار قد وجدوا فيه “عذراً لمن لا عذر له”، ينطقونه كلما أرادوا الإفلات من المساءلة؟

وفي النهاية، يدفع المواطن الثمن كاملاً، يحمل عبء “الصرف” وحده، بينما التجار يستغلون الأزمة، متخذين من ضعف الرقابة فرصة لجني الأرباح على حساب المواطن الذي يكتفي بمراقبة الأسعار، عاجزاً عن أي فعل.