وكان التيس واعظا !!

كتب / عبدالله صالح عباد
السبت 2 نوفمبر 2024

بعض المواقف تجعل الإنسان يستسلم إلى موعظة ماثلة أمامه ليس كقصة يسمعها أو حكاية تروى له أو ربما شيخ عالِم يعظه وينصحه بالآيات والأحاديث ولكنه يأبى ويتبع شهوته وهواه . ولو حدّثوه أن هذا الفعل أمر محرم ولكنه يتمادى في غيّه ولن يستجيب . ولربما يستجيب إذا أصابه مرض أو نصحه دكتور أنه لا بُدَّ أن يقلع ويترك هذا البلاء وإلا فإن صحته في خطر فربما ينزجر للأسف يقدمون موعظة الدكتور على موعظة الله لمن وقع في شيء من المهالك .
وقصة سمعتها واقعية سمعتها من أحد الإخوة أن رجلا عنده أغنام يعتني بهن ويطعمهن وكان له وقت بعد المغرب يوميا يفعل ذلك وقال ذلك الرجل : أن تيساً من أغنامه يأتيه يومياً إلى مكانه وكان الرجل مبتلى بالتدخين ويقول عندما أدخن يأتيني ذلك التيس ويستنشق رشفة من الدخان الذي أخرجه من فمي وأنفي ويتلذذ بها ثم يذهب فمكثت على هذه الحالة مدة من الزمن ثم سافرت وعدت بعد عدة أيام وكعادتي جلست إلى جانب البيت ففوجئت بذلك التيس يأتي إليَّ بسرعة وكان بكت الدخان بجانبي فأخذه بفمه وهرب فتبعته ثم أخرجت البكت من فيه وكأن هذا التيس قد أدمن رائحة الدخان وعشّشت في رأسه لأنه افتقدها ومن شدة فرحه بعودة الرجل لم يكتفِ بالانتظار حتى يرتشف من الدخان الذي تعود عليه فذهب مباشرة وأخذ البكت بأكمله ، ثم يكمل الرجل حديثه فقال : ثم ذبحت ذلك التيس وكانت المفاجئة فقد وجدنا رئة التيس مشوهة بصورة فضيعة مخيفة أصابني الذهول فقلت في نفسي إذا كانت رئة التيس هكذا فكيف برئتي فقررت مباشرة ترك الدخان فكان هذا الموقف سبباً في هداية ذلك الرجل . ولهذا فخطر الدخان على غير المدخنين وهو يجالسون المدخنين كبير فهم ربما أصابهم مثل ما أصاب التيس فلماذا يصر المدخن على فعل هذه العادة السيئة القبيحة فرائحة الدخان كريهة جداً حتى أن بعض المدخنين عندما يتركون الدخان ثم يجاورون المدخنين ربما في المجلس أو في الصلاة فعندما يشمّون رائحة الدخان يتضايقون فيقولون في أنفسهم لقد كانت رائحتنا هكذا يتضايق من بجانبنا فيحمدون الله على ترك هذه العادة السيئة . وفي حديث نبينا صلى الله عليه وسلم : ( تتأذى الملائكة مما يتأذى منه بنو آدم ) فالإنسان يتأذى من هذه الرائحة وكذلك الملائكة مثله ، فهل يرضيك أخي المدخن هذا؟ في السابق كانت الشركات المصنعة للتدخين يكتبون على البكت : الدخان سبب رئيسي لسرطان الرئة والقلب والشرايين ، أما اليوم كتبوا الدخان يؤدي إلى الوفاة المبكرة ، ألا يكفي هذا زجراً لترك الدخان . رجل مدخن يقول : عندما أريد أن أدخن في بيتي أذهب إلى السطح كي لا يتأذى أولادي فقلت في نفسي لماذا هذا الإصرار على هذا الحال فعزمت وأقلعت عن التدخين . وعجبت من رجل وهو داخل إلى المسجد لأداء الصلاة فقام بخلع حذاءه ووضع بكت الدخان وسط الحذاء لأنه يعلم أن هذا خبيث وليس له أن يدخل بيت الله فنسأل الله له الهداية والإقلاع عن التدخين ، ولم يفتني ذلك فالتقطت بعدسة جوالي هذا المنظر والذي كان رمزا لهذا المقال .
يقول الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز : [ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّ‌مُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ﴿١٥٧﴾ ] سورة الأعراف . فالدخان والقات والمخدرات والمضغة وغيرها من المهلكات كلها مضرة بالصحة فيا أخي المبتلى بشيء من هذه المهلكات ألا تكفيك هذه الآية واسأل نفسك : إن الذي تتعاطاه من الطيبات أم من الخبائث والحليم تكفيه الإشارة .