المناضل الراحل محفوظ قحيف – “رحلة كفاح.. ومحطات عمرٍ”
كتب عبدالرحمن باخريصة
1 / ديسمبر 2024م
ال30 من نوفمبر المجيد هو ذكرى جلاء آخر جندي بريطاني من جنوب اليمن، وهو اليوم الذي انتصرت فيه الحرية على الإستعمار بدماء وأرواح الأجداد الأبطال الذين كسروا شوكة بريطانيا – الإمبراطورية التي لاتغيب عنها الشمس آنذاك -، بعد أكثر من قرن من الكفاح والنضال.
المناضل الكبير الراحل محفوظ بن عوض قحيف – رحمه الله – كان أحد تلك الرموز الوطنية البارزة التي خطت اسمها بحروف من نور في سجل التاريخ الوطني، وقد عرف بشجاعته وتفانيه في مقاومة الإستعمار البريطاني، إلا أنه لم يلق نصيبه الكافي والمستحق من التكريم والتقدير.
ولد في منطقة الحاوي بمدينة تريم وتربى تربية نضال وشجاعة؛ ثم اغترب في شبابه بعدة دول منها لبنان والسعودية وسواحل أفريقيا الشرقية، بعد ذلك عاد إلى أرض الوطن ليكون شاهداً ومشاركاً في صنع التاريخ.
كان أول من رفع علم الجبهة القومية على قصر الشعب ( الرناد ) مقر حكم السلطنة الكثيرة بتريم، ورفعه أيضاً على مقر حكم السلطنة القعيطية القائم بدمون للمناطق الشرقية لتريم، حيث قام بمعية ثوار مدينة تريم بإحضار سيارة نوع هندروفل ووضع عليها ماسورة – أربعة هنش – وتغطيتها لتمويه العدو على أنها مدفعية.
وعين المناضل الكبير محفوظ قحيف مسؤولاً في اللجنة الأمنية لقصر الحكم بتريم لمدة ستة أشهر أي بمثابة الحاكم العسكري.
ثم توظف المناضل في المؤسسة العامة للحفر حتى تقاعده، وبعد سنوات النضال والعمل الصعبة تفرغ للزهد والعبادة والتربية، وهو من مؤذني مسجد الرحمة بالحاوي.
توفي يوم الجمعة التاسع من شهر رمضان سنة 1431هـ – 2009م عن عمر يناهز 70 عاما، ودفن في مقبرة الفريط بتريم، بعد رحلة حياة مليئة بالكفاح والنضال والتضحيات.
رحم الله المناضل الكبير محفوظ بن عوض قحيف واسكنه فسيح جناته.