هتحللوا الزنا إمتى؟!!!
كتب / عيسى صالح كند.
الاثنين 2 ديسمبر 2024
تعليق ساخر مثير لفت انتباهي و أنا أطالع فتوى عجيبة غريبة صدرت عن أحد ( أمناء الفتوى!!) هذه الفتوى تجيز (الهزار) بين زملاء وزميلات العمل بالضوابط الشرعية !! و تعتبر ذلك دليلا على روح الدعابة و تلطيف جو العمل ( المختلط) فأتى هذا التعليق الجميل من أحد المتابعين ( هتحللوا الزنا إمتى؟!) .
الناظر إلى واقع بعض الفتاوى الرائجة يدرك أننا أمام وضع تُصبغ فيه العلمنة و الانحلال و التبرج و الميوعة بصبغة شرعية إسلامية تجعل الحرام حلالا و المنكر معروفا بلا خجل و لا مواربة ! بل هي محاولات صريحة لشرعنة المنكر و إذابة الوازع الديني الذي يردع الإنسان عن المجاهرة بالحرام فإذا كان ( ما نظنه حراما) هو حلال أصلا و لا بأس به فما الداعي للتخفي وقت مقارفته و الاستحياء من فعله علنا؟! إذا كان الأمر برمته لا إشكال فيه ، و الانحلال الخلقي حق لا باطل فيه و الضوابط الهلامية الوهمية ستار ضافٍ ما أسهل الاستتار به فلماذا نُخفي المنكرات؟!!
لسان حال أولئك الذين يجيزون كل شيء : افعلوا المنكرات و استعينوا بمنمق الكلام ، و التأصيل ( الخنفشاري) و افعلوا ما يحلو لكم !
ليس الأمر متوقفا على ( الهزار) أو ( التبسط مع الجنس الآخر ) أو غيرها من المنكرات بل الأمر أكبر من ذلك بكثير .. محرمات مُجمع عليها بين أهل القرون الأولى و أئمة الإسلام لا يكاد يناقش فيها مناقش إلا صار شاذا منبوذا عند كبار المتقدمين أصبحت اليوم في دائرة المباح وربما ( لاعتبارات معينة) أصبحت مستحبة بل لعلها ستصير واجبة يوما ما!!!
كثيرة هي المحرمات التي صبغها ( المتكيتتون المتعلمنون من ذوي اللحى و البشوت) صبغوها بصبغة الشرع الحنيف ، و تمقعروا في رد الأدلة و محكمات الشرع ليرضوا غرور بني علمان و لم لا ليرضوا شهوات دفينة في أنفسهم تتمنى التفلت لكن بلباس التقوى !
لا يُستبعد – أعزائي – أن ترى فتاوى تصدر قريبا تبيح الزنا تحت شماعة التراضي و حرية العلاقات ( النظيفة) ، و لا يُستبعد أن يباح الشذوذ و اللوطية تحت يافطات قرآنية ( تبا لقائليها وتب) ، و لا يُستبعد أن تستباح كل الحرمات تحت ستار الخلافات و الاجتهادات!! و كل من لا خلاق له سيتحدث بما يملي عليه شيطانه ، و بما تهوى نفسه ليظهر العهر بثوب الشرع ، و يُروج للانحلال من هو محسوب على أهل القرآن (و إن غدا لناظره قريب ) .
إننا بحاجة لإعادة التأكيد على الواضحات و المحكمات فنحن اليوم نستطيع أن نقول هذا حرام وذاك محكم البطلان و من يدري ماذا سيحدث في الغد نسأل الله السلامة و العافية و أن يثبتنا على الحق و يقبضنا عليه .