المعلم وطلابه بين سندان الحكومة ومطرقة نقابات المعلمين .
( #تاربة_اليوم ) / كتابات وآراء
كتب : انس علي باحنان
4 ديسمبر 2024
هذا الموضوع على خلفية ما نشر مؤخرا عن نية أحد النقابات التعليمية والتربوية عزمها على اعلان اضراب للمعلمين مجددا وإيقاف العملية التعليمية .
قبل الحديث عن هذا الموضوع اولا من المفارقات العجيبة ، وهذا ليس إلا في الحالة اليمنية الفريدة أن يمثل المعلم عدد من النقابات لا نقابة وجهة واحدة ، و يا ليتها كلها لم تكن شيئا مذكورا ، لأنها لم تفلح في شي ، الا في أمر واحد فقط ، وهو تعطيل العملية التعليمية من وقت لآخر بحجة المطالبة بحقوق المعلم ، وللاسف لم تحصل على شي من ذلك ، وكل أمرها لا يتعدى انه كلما انتظم التعليم فصل أو عدة أشهر طلت علينا نقاباتنا المبجلة ببياناتها الهزيلة ، التي لا تساوي قيمة الحبر الذي كتبت به معلنة الإضراب وتعطيل العملية التعليمية مجددا ، وكما كل مرة بحجة الدفاع عن المعلم وحقوقه ، طبعا اسطوانه مشروحة وهي كلمة حق يراد بها باطل ، والغرض لم يعد في نفس يعقوب فحسب ، بل أصبح واضحا وهو تجهيل اولادنا وحرمانهم من حقهم في التعليم ، و إدخالهم في دومة الفوضى فحسبنا الله ونعم الوكيل فيهم .
كم مرة خلال الاعوام القريبة أعلنت النقابات الهزيلة الإضراب وكم رفعته، حقا لها بذلك أن تدخل موسعة غينيس للأرقام القياسية ، ما الذي تحقق من هذه الاضرابات غير ضياع مقررات دراسية وخطط علمية لا شك أنه سيكون لها تأثير على مستقبل الأجيال العلمي .
فإذا كانت هذه الاضرابات وهذه نتجتها ومحصلتها وثمرتها ضياع مستقبل الأجيال العلمي إذا ما الفائدة منها ، إلا اذا كانت سهامها موجه بدرجه اساسية ضد الطالب نفسه ونسف العملية التربوية والتعليمية برمتها .
ومن هنا أصبح الطالب هو الضحية فهو بين مطرقة النقابات وسندان الحكومة الغير مكترثة بمستقبله .
دعونا نضع الأمور في نصابها ، طالما أن الحكومة لم تصغى لمطالب هذه النقابات و مطنشه كما يقال ، و عامله إذن من طين واذن من عجين ، بل عجبها هذا الصحن ، فلسان حالها يقول ايها النقابات أعلنوا الإضراب و عطلوا التعليم كما شهر ثم أعلنوا رفعه وهكذا دواليك .
بحق المعلم مقهور و مظلوم و مهضوم الحق والعبد الفقير واحد من هذه الشريحة ، ومن حقنا أن ندافع عن حقوقنا بكل الوسائل المشروعة لننتزعها انتزاعا ، ولكن احبتي اسمحوا لي أن أقول بكل صراحة وسيلة الإضرابات بهذه الطريقة التي اعتدنا عليها لم تعد مجدية ، و ضررها أكثر من نفعها ، هذا اذا قلنا إن هناك نفع منها اصلا ، وللاسف الصحيح هو العكس ، فأولادنا أصبحوا هم الضحية او هكذا اريد لهم .
نقولها فاليستمر نضال المعلم في انتزاع حقوقه ، ولكن مع استمرار العملية التربوية والتعليمية ، وان لا نترك اولادنا في الشوارع ، ويضيع عليهم الوقت والعمر سدى وهم بحاجة لكل دقيقة من عمرهم .
فإذا كان المعلم هو المثقف و الواعي فلا نعتقد أنه عاجز عن ابداع الوسائل والطرق التي من خلالها يتوصل إلى حقوقه ، دون أن يلحق الضرر اولا واخرا باولاده وبني مجتمعه ، وهو الشمعة التي تخترق ليضي النور لمن حوله .
وفق الله الجميع لما فيه الخير.
المقالات التي يتم نشرها لاتعبر بالضرورة عن سياسة الموقع بل عن رأي كاتبها فقط