دعوة للمراجعة والوعي
كتب / د. فائز سعيد المنصوري
الاربعاء 11 ديسمبر 2024
يسعى بعض أنصار المجلس الانتقالي إلى تشويه صورة المقاومة السورية، مع أن المقاومة تستهدف النظام الحاكم في سوريا، وليس تستهدف المجلس الانتقالي. ولكن للأسف، بعض هؤلاء لديهم عقلية معادية للحرية والكرامة التي يسعى أبناء سوريا إلى تحقيقها بعد الجرائم الموثقة بالصوت والصورة من قبل نظام الأسد. ما يقوم به هؤلاء لا يخدم القضية الجنوبية، بل يسيء إلى صورة المجلس الانتقالي، إذ إن تبني مثل هذه الأفكار من قِبل بعض أنصار المجلس يثير التساؤلات حول مدى فهمهم لمفهوم الحرية والكرامة التي يطمح إليها كل حر. كيف ستكون أفكار قادة المجلس الانتقالي إذا كانت هذه هي أفكار أتباعهم؟
يجب على أنصار المجلس الانتقالي أن يراجعوا أنفسهم في نشر الشائعات والأراجيف التي تهدف إلى إسقاط المقاومة في أعين الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وإذا كانت هناك تجاوزات من بعض ثوار سوريا، فلا ينبغي تعميمها على الجميع. فالمقاومة، على الرغم من الأخطاء التي قد تحدث في بعض الأحيان، تظل مرآة للكفاح من أجل حرية سوريا.
أما بشأن الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا في هذا الوقت، فإن الهدف منها هو تشتيت المقاومة وإبعادها عن هدفها الرئيسي. ومع ذلك، يجب أن يكون الرد مدروسًا بعناية. من الحكمة أن يكون الرد متأخرًا بعض الشيء، حتى تتمكن سوريا من إعادة ترتيب أوراقها وحل خلافاتها الداخلية. فإذا استقر الوضع الأمني، سيكون هناك وقت كافٍ لتحديد الرد المناسب. العجلة في الرد قد تؤدي إلى فوضى تؤثر سلبًا على سوريا، وهذا ما يطمح إليه أعداء سوريا.