اعلانك معنا تحقيق اهدافك التجارية وزيادة مبيعاتك
ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

نداء للوحده لتحدي المصير.

نداء للوحده لتحدي المصير.

كتب / عبدالرحمن عارف قروان.
الخميس 12 ديسمبر 2024

الثورة السورية التي انطلقت عام 2011 حملت معها آمالاً كبيرة لدى الشعب السوري في الحرية والكرامة وإنهاء عقود من الاستبداد والظلم. كانت تلك الآمال بمثابة شعلة أضاءت قلوب السوريين الذين كانوا يتطلعون إلى بناء دولة جديدة تقوم على العدالة والمساواة وتعيد لسوريا مكانتها كبلد للعلم والمعرفة ومركز من مراكز الحضارة الإسلامية.

لكن الأحداث التي تلت الثورة ألقت بظلال قاتمة على مستقبل البلاد. تحولت الثورة من انتفاضة سلمية إلى حرب دامية وتعددت الأطراف المتنازعة مما فتح الباب أمام التدخلات الخارجية التي زادت من تعقيد المشهد السوري. اليوم باتت سوريا ممزقة بين قوى دولية معها ظهرت مشاريع التقسيم والتفكيك التي تهدد وحدة البلاد وسيادتها. ومن بين أخطر هذه المشاريع تلك التي تسعى إلى تفريغ سوريا من مقوماتها الوطنية وتحويلها إلى ساحة نفوذ تخدم أجندات استعمارية جديدة تهدف في نهاية المطاف إلى ضمها إلى دائرة السيطرة الكاملة للكيان الصهيوني سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.

لا يمكن إنكار أن المشروع الاستعماري في المنطقة يسير بخطوات مدروسة حيث تسعى القوى الداعمة لهذا الكيان إلى استغلال حالة الفوضى والانهيار التي أصابت الدول العربية بعد موجة الربيع العربي. وما يحدث في سوريا ليس بعيداً عن هذا المخطط. فإضعاف سوريا وتقسيمها إلى دويلات متناحرة لا يخدم إلا مصالح الكيان الذي يطمح إلى تحقيق هيمنة إقليمية تمتد إلى ما بعد الحدود السورية. وهذا السيناريو يشكل خطراً ليس فقط على سوريا بل على مستقبل المنطقة بأسرها حيث يمكن أن يتحول إلى زحف استيطاني يهدد الدول واحدة تلو الأخرى.

لا يمكن للشعوب أن تغفل عن هذا الخطر كما لا يمكنها أن تنجرف وراء ثورات غير واضحة المعالم يقودها أشخاص يفتقرون إلى المصداقية والوطنية. فقد علمنا التاريخ أن القيادة الحكيمة هي التي تصنع الفرق. فعلى سبيل المثال عندما واجه معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه دولة تعصف بها الانقسامات والتحديات استطاع أن يعيد الاستقرار للدولة الإسلامية ويضع أسساً متينة لاستمرارها. لكن ليس كل من ينقلب على حكم يحمل معه حلاً إذ قد يتحول الانقلاب إلى باب للفوضى والانهيار إذا غابت الحكمة والمصلحة الوطنية.

ختاماً مستقبل سوريا لا يزال في يد أبنائها لكنه يتطلب منهم العمل الجاد للتغلب على الجراح وإعادة بناء ما دمرته الحرب. كما يتطلب وعياً عميقاً بالمخاطر المحيطة وأهمها محاولات ضمها إلى مشاريع استعمارية تخدم الكيان الصهيوني. فسوريا التي عرفناها كمنارة للعلم والحضارة يمكن أن تعود ولكن فقط إذا تضافرت الجهود لإعادة إحياء روح الوطنية والعدالة والسلام.
يجب ان تكون رسالتنا للعالم واضحه نحن امة تمتلك حضارة عريقة وتاريخاً مشرفاً. عزيمتنا لا تكسر وطموحاتنا لا تنتهي سنظل نرفع راية العروبة ونثبت أننا قادرون على استعادة مكانتنا.
الوحدة هي خيارنا والوعي هو السلاح الذي يجب ان يحمل على اكتافنا والعمل هو سبيلنا لتحقيق نهضتنا المنشودة.

إغلاق