ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

الهوية الحضرمية

الهوية الحضرمية

كتب / انس علي باحنان
الجمعة 13 ديسمبر 2024

اثار عندي اشجان هذا الموضوع والحديث حوله المثقف الواعي ، والكاتب القدير الاستاذ / صالح السباعي من خلال مقاله الأخير الذي بعنوان ( حان الوقت لحضرموت لرفع سقف مطالبها) .

لن استعرض كل ما قاله الكاتب السباعي في مقاله ، لانه يمكن الرجوع إليه بنصه و فصه .

ولكن ما شدني في مقاله سالف الذكر حديثة عن الهوية الحضرمية .

لا شك فيه أن الكاتب المرموق الاستاذ السباعي يعد ممن قد قطع على نفسه الدفاع عن حضرموت وهويتها وحقوقها ، ليس من اليوم فحسب بل من امد بعيد ، يمكن الرجوع لأرشيف كاتبنا السباعي وما كتبه عن حضرموت فسوف تجد صدق ما اقول .

للأمانة والتاريخ نقولها ، لا مجاملة لاخي العزيز صالح السباعي أن استاذنا القدير سخر قلمه في كثير من مقالاته لخدمة قضية حضرموت أرضا و انسانا ، ليس من اليوم ، او كحالة رد فعل ، أو ركوب للموجة عند ازدحام كثرة المتحدثين عن حضرموت وحاضرها ومستقبلها ، بل ما اعتقده أن قضية حضرموت قد سكنت وجدان كاتبنا القدير السباعي ، ومن هنا جاءت المشاعر وصدق المحبة و الغيرة على وطنه حضرموت بترجمه مداد قلمه الرقراق بوضع رؤى وتقريرات ترسم لحضرموت غدها المشرق .

من ذلك ما شدني هذه المرة في مقاله الاخير عن حديثه عن هوية حضرموت ، والذي صورها بأنها لب و محور قضية حضرموت الاولى ، ثم يأتي بعدها الحقوق المطلبية الأخرى .

نعم هذا ما يجب أن يفهمه و يعيه كل حضرمي غيور ، بل ويجب أن يناضل من أجله ، وهو ان يعتقد ان قضيتنا الاولى هي هوية حضرموت المسلوبة ، حضرموت ذلك البلد العربي المسلم المسالم القابع في قلب الجزيرة العربية ، بحدوده الجغرافية التي قررها علماء التاريخ والجغرافيا.

فإذا كانت قضية ثروة حضرموت النفطية و المعدنية ومقوماتها الاقتصادية الاخرى وضرورة أن يعود نفعها على المواطن الحضرمي نفسه ، وكذا مشاركته في الحياة السياسية والاقتصادية هي عند البعض من الأهمية بمكان .

فيجب في ذات الوقت أن لا نغفل عن أن حضرموت و قضيتها هي قضية هوية وتاريخ ضارب بجذوره في الاعماق منذ آلاف السنين يوم أن تسمت ببلاد الاحقاف و خلد ذكرها المولى جل شانه بايات تتلى إلى يوم التلاق.

أن بلاد الاحقاف وحضارتها ، و موروثها الحضاري والعلمي والإنساني ، ودور اهلها في التطور و الرقي الإنساني يجب أن لا يهمل أو يتجاهل أو ينتقص من شأنه ، أو أن يكون في اسفل سلم اهتماماتنا .

بل علينا أن نفهم و ندرك أن اهتمامنا بموروثنا العلمي والحضاري هو سر وجودنا ، و مكمن عزتنا وشموخنا وتقدمنا ومن لا ماضي له لا مستقبل له .

نعم ربما إن واقعنا الاقتصادي والظرف المعشية الصعبة التي وصل لها حال المواطن في حضرموت جعل أكبر همه هو أن يحصل على لقمة عيش يسد بها رمقه ويستر بها حاله وحال أولاده ومن يعول.

رغم ذلك كله يجب علينا أن لا نختزل قضية حضرموت في مجرد برميل من النفط .

بل قضية حضرموت الاولى هي قضية هوية ، وحضارة ، وعلم وثقافة ، وأدب ، وإنسانية ، ورقي واخلاق وقيم ، فإذا ترسخ هذا المفهوم في إفدة الحضارمة وتم العمل بموجبه وبذل الغالي والنفيس في سبيله ، عندها فقط حق لنا أن نقول إن قد خطونا خطوة نحو إعادة لحضرموت مجدها وعزتها و وجهها المشرق الذي يجعل منها شامة بين الأمم.

والله على نصره لقدير

إغلاق