متسولات على الأبواب “طوفان مدمّر” !!
كتب / عبدالله صالح عباد
الاحد 15 ديسمبر 2024
قبل أربع سنوات نشر أول مقال لي على هذا الموقع بعنوان : قادمون إلى المجهول . وذكرت فيه[ ظاهرة منتشرة وهي وجود من يطلق عليهم (الحرافيش) رجالا ونساءً وأطفالا بدؤوا يتكاثرون ويملأون الشوارع والأسواق بمظاهرهم الوسخة فلا نظافة ولا ترتيب ولا تعليم (حياة عشوائية) .
هؤلاء بعد عشرين أو ثلاثين عاما كيف سيكون مصيرنا مع وجودهم؟ بل كيف سيكون تأثيرهم على المجتمع؟ … ] .ها هي مرت الأربع سنوات وها هو الذي كنا نخشاه بدأت بوادره . فهولاء ليسوا مجرد متسولين عاديين يسعون للحصول على المال ، بل تجاوزوا ذلك إلى ممارسات مؤذية تضر بالمجتمع ، وتخل بالنظام العام . ينتشرون منذ الصباح الباكر ، وتوزعهم سيارات في البلاد ، في الشوارع والأسواق ، وأمام المحلات ، بل ويطرقون أبواب البيوت ، طوفان بشري فأينما ذهبت إلى أي محل تريد شيئا فهم في انتظارك . يُوجدون أمام المطبات ، تذهب إلى سوبر ماركت تراهم في انتظارك ، تذهب إلى سوق الخضرة ، وهو أكثر مكان يتكاثرون فيه . متسولات نساء وبنات وأولاد صغار تجد نفسك محاصرًا بينهم ، في أسواق النساء حدث ولا حرج ، أمام المطاعم في انتظارك ، وأمام محلات الصرافة في انتظارك ، وكذا أمام الصيدليات في انتظارك ، وسط العيادات الخاصة والمستشفيات في انتظارك ، تذهب إلى المسجد لأداء الصلاة في انتظارك مجاميع مختلفة بجميع الأعمار وخاصة يوم الجمعة ، ويصل العدد أحيانا إلى خمس عشرة متسولة ، وقد رأيت يوم الجمعة والخطيب يخطب طفلة صغيرة تتجول بين الصفوف تمد يدها ، وبعد صلاة الجمعة رأيت منظراً لامرأة تطرد خلف رجل تطلب المال والرجل يجري وهي تجري خلفه!!
ماهذا الذي يحصل؟ يزعجون الناس ويتخذون أساليب غير لائقة، أو ربما عدوانية ، أو ممارسة الرذيلة لأجل الحصول على المال . فهذه واحدة تجري خلف رجل وتقول بكل وقاحة لقد … ولم يعطني فلوسي . وقد بدأ بعضهن يطرقن أبواب المنازل في الصباح في الوقت الذي يكون فيه الرجال في أعمالهم، وقبل أيام كانت لهم جولة في حارتنا وطرقنَ باب بيتنا وتقول : افتحي يا أختي دون أن تعرّف من هي ، وهذا فيه خطورة فربما فتح الباب مباشرة أو من قبل الأطفال وقد يحصل منهن شيء مؤذٍ ، فلينتبه الناس ويحذّروا أهلهم بعدم التجاوب معهم .
ومصيبة أخرى كبرى أن بعضا من هؤلاء قد استأجروا بيوتا في بعض الأحياء وهذه طامة أخرى ، وبعضًا من مدارسنا تعاني من أبناء هذه الفئة وبناتها مما ينشرونه من عادات سيئة بين أوساط ابنائنا وبناتنا ، فلماذا يتم التأجير لهم من أهل هذه البلاد فهل أعماهم المال ولم يتفطنوا لخطرهم؟ اصحوا يا من تمتلكون الشقق والبيوت ولم تجدوا من تؤجرون له إلا هؤلاء .
والسؤال الذي يطرح نفسه : إذا كانت هؤلاء النسوة بهذه الكثرة فأين رجالهن؟ لا أدري فربما نجد منهم من هو موجود عند مواقع القمامة ، فهم من نفس الطبعة نسخة طبق الأصل ، يجمعون أكواما من الأكياس ويحمّلونها على سيارات تابعة لهم ؛ ولا ندري أين يذهبون بها ، ولا يظهر كثير منهم على أبواب المساجد فللمساجد رواد آخرون . فالبلاد مليئة من هذه الطوائف . وهناك أسئلة مهمة حول حياة هؤلاء ، كيف يعيشون؟ وكيف حياتهم؟ وهم يتكاثرون بشكل رهيب جدا مثل الجراد يقتحم البلاد بالطول والعرض ، وهل لهؤلاء شهادات ميلاد؟ وهل لهم بطائق شخصية ، وكيف أخرجوها؟ والله أمور تجعل الحليم حيران .
وتأسف عندما تسمع أنهم قد صرفت لهم بطائق شخصية ولا ندري بصحة ذلك . وربما من أتى بهم إلى مناطقنا لأجل مصالح سياسية .
لا شك أن لهم أثرًا سلبيًا على المجتمع من خلال خلق الفوضى ، وتشويه صورة المدينة ، والإضرار بالاقتصاد المحلي بسبب مضايقاتهم لأصحاب المحلات ، وهذا ينعكس سلبا على حركة البيع والشراء ، كذلك إلحاحهم المفرط في إيذاء الناس يثير الانزعاج والتوتر ، فهو سلوك غير حضاري ، وبسبب انتشار هذه الظاهرة أعني ظاهرة التسول ، يعزز الكسل ويقلل من احترام قيمة العمل الشريف ، وربما سلك طريقهم بعض أبناء جلدتنا ؛ لأن في ذلك كسبا سريعا للمال وبدون تعب .
كيف يجب التعامل مع هذه الظاهرة؟ للأسف لم نرَ أي تحرك من أي سلطة تجاه هذه الظاهرة المقلقة المدمّرة في المستقبل ، إذا كبر الصغار ماذا ننتظر؟ . فمثلا لو لم يتم إعطاؤهم ما يطلبون ، ووقد بدأ كثير من الناس لا يعطونهم بعد أن عرفوهم ، فهل سيقفون مكتوفي الأيدي ، ربما يعتدون على الناس ليأخذوا منهم بالقوة ، ولا نستبعد أن يحصل تهديد بالسلاح ، وتزيد السرقة وتنتشر الجريمة والرذيلة فإذا تُرِك الحبل على الغارب فلننتظر منهم المآسي والله المستعان .
إذن لابد أن يتحرك الجميع ، خطباء المساجد ، وعقال الحارات ، وعقال الأسواق ، والسلطة المحلية ، والمجلس المحلي ، وأصحاب المحلات في الأسواق ، وأصحاب الصيدليات ، ومحلات الصرافة ، وكل الشخصيات المهمة في المجتمع ، عليهم أن يتحركوا جميعا لأن خطرهم يهددنا، لابد من تكاتف الجهود من الجميع لوضع حد لهؤلاء ، وربما إبعادهم وترحيلهم إلى المناطق التي أتوا منها .
قرأنا منشورا في هذا الموقع تاريخ 21 نوفمبر من العام الحالي من مقدم قبيلة الجريري عميد ركن محمد سعيد الجريري رسالة رسمية إلى مدير أمن مديرية الريدة ، وقصيعر بمنع دخول فئة المهمشين ” الحرافيش ” إلى منطقة الحافة بشكل نهائي ، وقد جاء في الرسالة : أن هذا القرار جاء استجابة لشكاوى المواطنين المتكررة بسبب تجاوزات هذه الفئة التي وصفها بالدخيلة ، مشيرا إلى أن ممارساتها وسلوكياتها الخطيرة تهدد السلم الاجتماعي وتنتهك خصوصيات سكان المنطقة . هذا ماجاء في الرسالة .
ومن هذا المنبر الإعلامي المتميز نطلق نداءنا لسلطتنا المحلية ليحذوا حذوهم ونطالب بإبعادهم من الوادي فسفينة وادينا في خطر من هؤلاء وغيرهم من الدخيلين على مجتمعنا ننتظر ذلك قريبا وعسى أن لا يطول الانتظار .