كيف ندير خلافاتنا الحضرمية؟؟؟
مقال لـ / م. لطفي بن سعدون الصيعري.
الاثنين 23 ديسمبر 2024
من الطبيعي أن توجد الخلافات البينية والفوارق الحياتية في أي مجتمع، لأنها سنة الله في خلقه وبدونها، لايخلق التنافس والتطوير والإرتقاء.
ولكن وجود الحكماء والعقلاء والعلماء والنخب النيرة ، هو الذي يرشد هذه الخلافات احتكاما لشرع الله والاعراف والتقاليد والموروث الإنساني لكل مجتمع.
وأما في مجال الخلافات السياسية فالموضوع أكثر تعقيدا لتداخل وتضاد الأهواء والقناعات الشخصية ومستوى التفكير ، وتقاطعها مع المصالح الوطنية والدينية والقومية والاقليمية والدولية، بعد ان اصبح العالم كله كتلة واحدة فوق القوميات، ومتعدد الديانات.
ولترشيد المجتمع وضبط حركته السياسية، وتماسكه ووحدته الوطنية، يجب أن يستند إلى مجموعة الثوابت الوطنية المتفق عليها بديهيا، لأن الثوابت الوطنية لشعب من الشعوب، هي الأساس التاريخي والجغرافي والثقافي والأخلاقي لوجوده، والذي يقوم عليه كيانه الوطني، وإن أخطر ما يمكن أن يتعرض له اي مجتمع هو خروجه عن هذه الثوابت، او أن يصبح مرتهن للإرادة الخارجية أو غير الوطنية، أو قبولة بالتفريط أو التنازل عن ثوابته.
ومن وجهة نظر الإجماع الحضرمي فإن أهم الثوابت الوطنية الحضرمية تتمحور في الآتي :
١) حضرموت كيان عربي إسلامي انساني، والشريعة هي أساس النظام القانوني لها، ويعتبر القرآن الكريم وسنة رسول الله هما دستورها.
٢) هويتنا وتاريخنا وثقافتنا وتقاليدنا واعرافنا حضرمية منذ آلاف السنين.
٣) سيادتنا على ارضنا وثرواتنا.
٤) إستقلال القرار السياسي الحضرمي، وندية حضرموت للشمال والجنوب اليمني، ورفض التبعية لهما.
٥)الشراكة العادلة مع المحيط اليمني في هذه المرحلة الانتقالية.
٦) الحفاظ على الوحدة الوطنية ورفض أي احتراب داخلي حضرمي .
٧)ان تمتلك حضرموت جيشها وأمنها الوطني.
٨) حضرموت وحدة جغرافية واحدة لاتقبل التقسيم، وتتكون من وحدات إدارية أصغر.
٩)إعتماد التعددية والديمقراطية السياسية وحرية الصحافة و الرأي والرأي الاخر.
١٠) السعي الدائم لتطوير ونهضة وقوة حضرموت ودعم التنمية والخدمات والتعليم والاستثمار فيها.
هذه هي الثوابت التي تقوم عليها حضرموت ، وهي التي يجب أن نحتكم إليها، في تقييم اي خلافات ، ويتحدد إخلاص كل قائد أو مكون أو مجموعة ، بمقدار تمسكه بها .
وهي تحقق إقامة شرع الله على الأرض، ووحدة الشعب الحضرمي ومواكبة العصر، والمحافظة على الدين والقيم، ودعم المجتمع والأسرة.