ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

جيش حلف قبائل حضرموت

جيش حلف قبائل حضرموت

كتب / انس علي باحنان
الخميس 26 ديسمبر 2024

أو قل جيش حضرموت الوطني ، هكذا يفهم من خلال إعلان حلف قبائل حضرموت أولا عن تشكيل قوة عسكرية حضرمية ، ثم الاعلان عن قرار ومرسوم عن قائد لهذه القوة .

مع ان الموضوع شائك ويصعب الحديث عنه من مختلف الزوايا و قد يطول ، لكن سنحاول تناوله من خلال ثلاثة محاور أو ثلاثة جوانب ، تاركين الحديث عن كثير من التفاصيل ، وهذه هي المحاور أو النقاط الثلاثة .

الأولى : عن شرعية وقانونية هذا الاعلان اي الاعلان عن تشكيل نواه لجيش حضرمي بحت .

حيال هذا الأمر علينا أن نستوعب الآتي ، أن في بلاد اليمن وحضرموت منها ، لم يعد هناك مجال و مسوغ للحديث عن الشرعية والقانون ومؤسسات الدولة والسيادة الوطنية والدستور وغير ذلك ، بعد أن أصبحت بلاد اليمن برمتها تحت ما يسمى البند السابع ، والحكومة والدولة اليمنية وكل ما يتبعها من مؤسسات هي ليس إلا مؤسسات تصريف أعمال لاغير ، والمخول بإدارة شؤون اليمن و بإرادة دولية هي الدول الرباعية ، المتمثلة بأمريكا وبريطانيا و دولتي الإقليم السعودية والإمارات حتى اشعار اخر ، هذا حسب علمنا رضينا ام زعلنا .

فمن هنا نقول : إن اعلان عن نواة لجيش حضرمي ليس له علاقة بالسيادة والقانون والشرعية ، والدستور اليمني منتهي الصلاحية اصلا ، فهذه مصطلحات انتهت من زمان ، ولو تحدثت عنها لوجدت كل ما يطلق عليها مؤسسات الدولة بدا بمجلس الرئاسة و كل المليشيات العسكرية والأحزاب والهيئات والمجالس على مختلف مسمياتها لا تمتلك اي شرعية أو أي صفة قانونية ، لأنه تم تشكيلها خارج إطار النظام والقانون الذي يجرم هذه الأعمال ، وكل ما في الأمر انها اكتسبت شرعيتها بفرض امر الواقع .

ولأن حديثنا عن تشكيل نواة جيش حضرمي ، فلا نعتقد أن من يتحدث عن شرعية وقانونية هذا العمل عنده حجة ، أو انصاف ، لانه في المقابل يوجد عندنا ما يسمى بالجيش الوطني و الجيش الجنوبي وهلم جر ، من التشكيلات والمناطق العسكرية والمليشيات ، وايش المانع من يكون عندنا جيش حضرمي ، والا كما قال أحد الإخوة الحضارم حلال عليهم و حرام علينا .

المحور الثاني : هل من مصلحة الحضارم وبلاد حضرموت أن يكون لديهم جيش حضرمي ، بل ودولة حضرمية ، كما يتطلع لها البعض ، قد تختلف الافهام وتتباين المواقف حيال هذا الامر .

سنتكلم عن الرأي الذي يستصوب ، ويؤيد تشكيل جيش حضرمي وربما حتى دولة حضرمية مستقلة ، متى ما سنحت الظروف ، وهذا في اعتقادنا هو راي السواد الأعظم من الحضارم .

ان بعضهم قد وصل الى قناعة تامة أن حضرموت لن تنهض ، ولن تحصل على حقوقها المسلوبة كاملة ، ولم ينعم مواطنيها بالحياة الكريمة ، والحرية ، والعيش الرغيد ، طالما أنها تحت العباءة و الوصايا اليمنية الشمالية أو الجنوبية ، وطالما أيضا ينظر لها اخوانها من الجنوبيين و الشماليين إن بلادهم اي الحضارم انما هي مجرد بقرة حلوب ، عليها و على الدوام أن ترفد خزينة الدولة بـ ٨٠ / من من عائداتها النفطية ، ليس هذا فحسب ، بل و يجب على مواطنيها القبول بالحرمان حتى من أبسط مقومات الحياة المعيشية الكريمة والخدمات الضرورية ، وهذا لا يحتاج منا إلى تفصيل أو بيان ، فشاهد الحال دليل على ذلك .

ومن هنا من يرى من الحضارم أن الإعلان عن نواة جيش وطني حضرمي هو أداة للدفاع عن إرادة وحقوق حضرموت المسلوبة ، وعلى قول المثل من لم يتذيب أكلته الذئاب .

المحور الثالث : من محاور حديثنا على خلفية اعلان حلف قبائل حضرموت عن تشكيل نواة الجيش الحضرمي و هل هذا الحلم يسهل تحقيقه ؟

من البديهي أن تشكيل الجيوش العسكرية النظامية يحتاج إلى قوة بشرية ، وقوة لوجستية ، متمثلة في السلاح والعتاد ، وأموال وميزانيات كبيرة للإنفاق على مثل هذا الجيش ، وتدريبه وتأهيله ، فمن أين سيحصل مثل هذا الجيش الحضرمي على هذا الدعم والتمويل ؟

أن العامل الداخلي والإرادة الشعبية والايمان بالفكرة والعقيدة العسكرية لهو عامل مهم في هذا الأمر .

ولكن ليس هو كل شي ، ويظل العامل الخارجي هو العامل المهم في هذه الحلقة ، فإذا اقتنعت الدول الخارجية ودول الإقليم والمنطقة وارتاو أن من المصلحة أن يكون للحضارم جيش وطني لما تتمتع به حضرموت من امتيازات ، وان مثل هذا الجيش لن يكون إلا عامل مساعد لحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة واليمن ككل ، فنعتقد أنه لم يكن هناك من ممانعة من تقديم يد العون والمساعدة لهذا البرنامج الذي ينبغي أن يكون أداة خير ونصرة للمظلوم وللسلم الاجتماعي وحفظ وأمن استقرار اليمن والمنطقة .
فنسأل الله أن يوفق الجميع لما فيه الخير والصلاح ودمتم احبتي بخير وسعادة

إغلاق