ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

من أسقط حكم بشار الأسد تفاصيل الاتفاق الذي أطاح بحكم بشار الأسد

من أسقط حكم بشار الأسد تفاصيل الاتفاق الذي أطاح بحكم بشار الأسد

بقلم / خالد الصيعري
السبت 28 ديسمبر 2024

حكومة الأسد
أصبحت سوريا جمهورية مستقلة في 1946 بعد سنوات من الاحتلال الفرنسي بعد الحرب العالمية الثانية، على الرغم من أن الحكم الديمقراطي انتهى بانقلاب بدعم من الولايات المتحدة في مارس 1949، تلاه انقلابين آخرين في نفس العام. شهدت انتفاضة شعبية ضد الحكم العسكري في 1954 نقل الجيش السلطة إلى المدنيين. ومن 1958 إلى 1961، حل اتحاد قصير مع مصر محل النظام البرلماني السوري بحكومة رئاسية مركزية. جاءت حكومة البعث العلمانية الإقليمية السورية إلى السلطة من خلال انقلاب في 1963. وخلال السنوات العديدة التالية، مرت سوريا بانقلابات وتغييرات في القيادة.
في مارس 1971، قاد حافظ الأسد انقلاب عسكرياً داخلياً تحت اسم «الحركة التصحيحية»، وتمّ انتخابه رئيسًا للبلاد، وهو المنصب الذي ظل يشغله حتى وفاته في عام 2000. ومنذ عام 1970، ظل الفرع الإقليمي السوري العلماني السلطة السياسية المهيمنة في ما كانت دولة الحزب الواحد حتى عقدت أول انتخابات متعددة الأحزاب لعضوية مجلس الشعب السوري في عام 2012. في 31 يناير عام 1973، نفذ حافظ الأسد دستورًا جديدًا أدى إلى أزمة وطنية. وعلى عكس الدساتير السابقة فإن هذا لا يتطلب أن يكون الرئيس السوري مسلمًا مما أدى إلى مظاهرات عنيفة في حماة وحمص وحلب نظمتها جماعة الإخوان المسلمين و‌العلماء. ووصفوا الأسد بـ«عدو الله» ودعوا إلى الجهاد ضد حكمه. نجحت الحكومة في قمع سلسلة من الثورات المسلحة التي قام بها الإسلاميون، أساساُ أعضاء الإخوان المسلمين، من 1976 حتى 1982.
عند وفاة حافظ الأسد في عام 2000 تم تعديل المادة 83 من الدستور، وخفض سنّ الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية من 40 عامًا إلى 34 عامًا، ليُتاح للابن بشار الأسد إمكانية الترشح للرئاسة، فصار بشار رئيسًا لسوريا، في بادئ الأمر كان هناك آمالا في إجراء إصلاحات ديمقراطية. وقد حدث ربيع دمشق، وهو فترة من المناقشات الاجتماعية والسياسية، بين يوليو 2000 وأغسطس 2001. وانتهى ربيع دمشق إلى حد كبير في أغسطس 2001 بإلقاء القبض على عشرات من النشطاء القياديين الذين دعوا إلى إجراء انتخابات ديمقراطية وشن حمله عصيان مدني وسجنهم. ويرى منتقدو بشار الأسد أنه فشل في الوفاء بالإصلاحات الموعودة. فيما يؤكد بشار الأسد أنه لا توجد «معارضه معتدلة» لحكمه، وأن جميع قوات المعارضة هي جهادية عازمة على تدمير قيادته العلمانية
ثم بدأت في منتصف شهر آذار (مارس) عام 2011 أحداث الأزمة السورية عند خروج مظاهرات في مدن سورية عدة مطالبة بإطلاق الحريات وإخراج المعتقلين السياسيين من السجون ورفع حالة الطوارئ

أنطلقت الثورة السورية من خلال احتجاجات شعبية سلمية، طالبت بالحرية والكرامة. لكن النظام واجه هذه الاحتجاجات بالقمع والعنف، مستخدما الرصاص ضد المتظاهرين مما أسفر عن مقتل العديد منهم. كما اعتقل آلاف المتظاهرين وزُج بهم في السجون فيما اختفى آخرون ليصبحوا في عداد المفقودين فأصبح مع الوقت ازداد سقف المطالب تدريجياً حتى وصل إلى إسقاط النظام الذي عانت البلد لعقود من حكم استبدادي تحت نظام البعث الذي قاده الرئيس الأسد ثم خلفه من بعدة أبنه بشار الأسد بعد توليه السلطة في عام 2000م وتميزت هذه الفترة بالقمع السياسي والفساد مما أدى إلى تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي حيث كانت هناك مطالبات متزايدة بالإصلاحات لكن النظام كان يقابلها بالقوة فتأثرت فئات واسعة من المجتمع السوري بالأزمة الاقتصادية والبطالة المتزايدة خصوصاً بين الشباب وكانت هذه الظروف بمثابة قنبلة موقوتة مما أدى الى تفجير الاحتجاجات في 2011 بعد حادثة درعا عندما أعتقل أطفال بتهمة رسم شعارات مناهضة للنظام ورد النظام بعنف شديد حيث استخدمت قوات الأمن الذخيرة الحية ضد المتظاهرين هذا القمع الوحشي لم يقف عند حد بل شمل اعتقالات واسعة ومداهمات مما زاد من غضب المواطنين وأدى إلى تصعيد الاحتجاجات .

ومع استمرار القمع بدأ بعض المتظاهرين في حمل السلاح للدفاع عن أنفسهم مما أدى إلى نشوء مجموعات مسلحة كانت هذه الخطوة نتيجة طبيعية للشعور بالإحباط من عدم استجابة النظام لمطالب الشعب ورفضه للحوار .

وفي يوليو 2011 أعلن مجموعة من الضباط المنشقين عن الجيش السوري تشكيل الجيش السوري الحر الذي أصبح الجناح العسكري للمعارضة وأعلن الجيش السوري الحر عن أهدافه في حماية المدنيين ومواجهة النظام وبدأ في تنظيم صفوفه .

ومع دخول البلاد في مرحلة الصراع المسلح تفاقمت الأوضاع الإنسانية حيث عانت المدن من دمار واسع وزادت أعداد النازحين واللاجئين وأصبحت سوريا ساحة لحروب بالوكالة حيث تدخلت قوة إقليمية ودولية لدعم طرفي النزاع وبدأت بعض الدول الغربية والعربية في تقديم الدعم للمعارضة مما زاد من تعقيد الصراع هذا الدعم رغم أهميته كان غير كاف لتحقيق توازن في موازين القوى على الأرض وظهرت جماعات مسلحة أخرى مثل جبهة النصرة وتنظيم داعش مما زاد من الانقسامات داخل المعارضة.

تابعوا الأسبوع القادم بأذن الله المقال الذي نكمل فيه التحقيق وسنستعرض فيه الدول التي دعمت نظام الأسد والتي دعمت المعارضة السورية وماهية الأهداف التي سعت لها هذه الدول لتحقيقها من خلال هذا الدعم للطرفين

إغلاق