الإدارة الذاتية كخيار استراتيجي لاستقرار حضرموت
كتب / كتب / د. فائز سعيد المنصوري
الثلاثاء 31 ديسمبر 2024
تعد الإدارة الذاتية كنظام إداري الخيار الأنسب لتحقيق الاستقرار في حضرموت، خاصة في ظل التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجهها اليمن عموماً وحضرموت بشكل خاص. فعلى الرغم من ثرواتها الطبيعية والبشرية الهائلة، تعاني حضرموت من ضعف في البنية التحتية، وهو ما يعيق استغلال هذه الثروات بالشكل الأمثل. يتميز العقل الحضرمي بخصائص عملية وإبداعية، حيث أسهم في نهضة العديد من الدول على مدار التاريخ. وعليه، فإن الاستثمار في هذا العقل الحي سيؤدي إلى تحقيق التنمية المستدامة في المحافظة، التي تمتاز بتنوع ثرواتها بين الزراعية والنفطية والموانئ. وبذلك، ستسهم الإدارة الذاتية في توجيه هذه الموارد نحو توفير فرص عمل لأبناء حضرموت، مما يقلل من هجرتهم ويحسن من مستوى معيشتهم. علاوة على ذلك، فإن الإدارة الذاتية توفر فرصة لزيادة الشفافية والمساءلة في إدارة المال العام، ما يسهم في تحسين الأداء الإداري والاقتصادي في المحافظة. ولكن لتحقيق هذا الهدف، يجب توحيد الصف الحضرمي أولاً. فغياب الوحدة بين أبناء حضرموت سيجعلها ساحة مفتوحة للنهب والاستغلال من قِبل أطراف خارجية، سواء تحت شعار الوحدة اليمنية أو الجنوب العربي. إذا لم يلتفت أبناء حضرموت إلى أهمية هذه الوحدة، ويعملوا على الحفاظ على مصالحهم المشتركة، فقد يتعرض وضعهم لمزيد من التدهور. لذا، فإن التكاتف والعمل المشترك بين جميع أبناء حضرموت هو السبيل الوحيد لضمان تحقيق الاستقرار والتنمية في المحافظة. تظل الإدارة الذاتية خياراً استراتيجياً قادراً على مواجهة التحديات الراهنة، شريطة أن يتوحد أبناء حضرموت ويعملوا بروح من المسؤولية الوطنية للحفاظ على ثرواتهم وتحقيق مستقبل أفضل لهم ولأجيالهم القادمة.