( طريق العبر – بن عيفان شريان الحياة المتهالك ومعاناة المسافرين )
كتب / #مزاحم_باجابر
الثلاثاء 31 ديسمبر 2024
إنَّ طريق العبر – بن عيفان، الذي يعد واحداً من أهم الطرق الدولية الرابطة بين المملكة العربية السعودية وأرض الوطن (حضرموت)، بات يمثل كابوساً للمسافرين بسبب حالته المزرية. فكمية الحفر المنتشرة على طول الطريق لا تُعد مجرد عقبات؛ بل هي فخاخ قاتلة تُزهق الأرواح يومياً، وتكشف عن الإهمال المستمر وعدم الاهتمام بمصالح الشعب.
حالة الطريق تهديد للأرواح والمركبات :
مررتُ بالأمس بهذا الطريق خلال عودتي من المملكة إلى حضرموت، وكانت المشاهد مؤلمة، إذ لا يكاد يخلو جزء من الطريق من حفر عميقة ووعرة تهدد سلامة المركبات. هذا الطريق الذي من المفترض أن يكون شرياناً حيوياً، تحول إلى مصيدة للمسافرين، وأصبح شاهداً على معاناة الشعب وصمت مجلس القيادة ورئاسة الوزراء والسلطة.
مجلس القيادة ورئاسة الوزراء والسلطة بين الإهمال والمسؤولية :
ما يثير الاستياء هو أن المسؤولين القائمين على إدارة شؤون هذا الشعب لم يتحركوا لمعالجة هذه الكارثة المستمرة. كيف يمكن لولاة أمر أن يقبلوا بأن تسوء حالة البنية التحتية إلى هذا الحد؟ يبدو أن الفقر ليس التحدي الوحيد الذي يواجهه المواطن في حضرموت؛ بل الإهمال وغياب الصيانة اللازمة باتا جزءاً من معاناته اليومية.
لا يمكن تبرير هذا الوضع إلا بغياب الإرادة السياسية الصادقة، وضعف الإحساس بالمسؤولية تجاه أرواح الأبرياء التي تزهق على هذه الطرقات.
المطالب العاجلة دعوة إلى التحرك :
إن طريق العبر – بن عيفان بحاجة ماسة إلى رجال يرون مصلحة المواطنين بعين الصدق، ويتحركون لإنقاذ هذا الشريان الحيوي. يجب على السلطة المحلية اولاً كجهة مسؤولة عن الرفع والحكومة المركزية أن تتخذ إجراءات عاجلة لإعادة تأهيل الطريق، من خلال:
* توفير ميزانية طارئة للصيانة العاجلة.
*العمل على إيجاد تمويل خارجي إذا كانت الميزانية المحلية عاجزة عن تغطية التكاليف.
*التنسيق مع المنظمات الدولية لتأمين دعم مشاريع البنية التحتية.
رسالة إلى الشعب الصمت ليس حلاً :
لا يمكن أن يستمر في الصمت تجاه هذه المأساة، فالصمت المتراكم يجب أن يولد انفجاراً شعبياً يقضي على الأخضر واليابس.
المطالبة بالحقوق الأساسية، مثل الطرق الآمنة والخدمات العامة، هي حق مشروع لا يمكن التنازل عنه وسيزيد الضحايا اذا استمرت المعاناة .
في الختام :
إن الأرواح التي تزهق يومياً على هذا الطريق ليست مجرد أرقام، بل هي شواهد على تقصير واضح من قبل المسؤولين. لا بد للشرعية أن تتحرك بسرعة قبل أن تتحول صرخات الشعب إلى حراك لا يمكن احتواؤه. مستقبل الرطن يبدأ من توفير البنية التحتية الأساسية التي تحفظ كرامة الإنسان وتضمن سلامته.