الولاء للوطن قبل الأشخاص ” كيف نحمي قضيتنا الجنوبية” ؟
بقلم / فكري صالح هملان
الاثنين 6 يناير 2025
تمر الأمم بمراحل تاريخية فارقة تحتاج فيها الشعوب إلى وحدة الصف وتوحيد الهدف من أجل تحقيق مستقبل أفضل للأجيال القادمة، وفي جنوبنا الحبيب، تتجلى الحاجة الماسة إلى الاصطفاف الوطني والالتفاف حول قضيتنا الجنوبية العادلة، بعيداً عن الانقسامات الولائية أو التبعية للأشخاص على حساب الوطن.
إن حب الوطن والإخلاص له يمثلان أسمى القيم التي ينبغي أن يتبناها كل فرد في المجتمع، فالأوطان لا تبنى إلا بتكاتف أبنائها، والتضحيات لا تثمر إلا عندما يكون الهدف أسمى من المصالح الفردية أو الولاءات الضيقة، أن راية الجنوب هي رمز وحدتنا وهويتنا، وهي القاسم المشترك الذي يجمع كل أطياف مجتمعنا الجنوبي.
تاريخياً، كانت الشعوب التي ارتبط ولاؤها للأشخاص تعاني من التشتت والانقسام، فالأشخاص زائلون، أما الأوطان فباقية، ومن هنا، يجب أن نفهم أن تقديس الأفراد أو الانحياز لهم على حساب القيم الوطنية يهدد وحدة الصف ويضعف الموقف العام، إن الولاء للوطن يعني الالتزام بقضيته والعمل من أجل تحقيق أهدافه، بغض النظر عمن يتولى قيادة المسيرة في مرحلة معينة.
إن اصطفافنا تحت راية الجنوب يحقق القوة والوحدة، حيث إن تفرقنا يجعلنا أضعف أمام التحديات، بينما يمنحنا الالتفاف حول رايتنا الجنوبية القدرة على مواجهة أي خطر يهدد هويتنا ومصيرنا، كما أن هذا الاصطفاف يحمي القضية الجنوبية، لأن أبناء الجنوب هم الأقدر على الدفاع عن تطلعات وطنهم، وعندما نتحد، نصبح قادرين على بناء مستقبل مشرق يضمن تنمية شاملة، ويمنح الأجيال القادمة الأمل في دولة قوية ومستقلة.
لتعزيز الولاء للوطن، علينا العمل على التوعية المجتمعية ونشر ثقافة الولاء للجنوب فوق أي اعتبار، إذ من المهم أيضاً نبذ التفرقة والابتعاد عن كل ما يثير الفتن بين أبناء الوطن، ويجب أن ندعم مؤسساتنا الوطنية، لأنها العمود الفقري الذي يحمل راية الجنوب، ومن خلالها نحقق أهدافنا المشروعة.
إن الجنوب وطننا جميعاً، وعلينا أن نضعه في قلوبنا وأمام أعيننا، ولن نستطيع بناء دولة جنوبية قوية ومستقلة إلا إذا كان ولاؤنا مطلقاً للجنوب، رايته، وأهدافه، وليس للأشخاص، التاريخ سيذكرنا كجيل صنع الفارق، أو كجيل ضيع الفرصة، الخيار بأيدينا،، فلنكن عند مستوى المسؤولية.