الإدارة الذاتية عنوان الاستقرار في حضرموت
كتب / د. فائز سعيد المنصوري
الثلاثاء 7 يناير 2025
عند متابعة أحداث سوريا، فإن ما حصل في منطقة إدلب على وجه الخصوص من قبل الحكومة التي تقود المعارضة السورية في إدارة إدلب يجعلنا نتأمل. لو تم تطبيق نظام الإدارة الذاتية في محافظة حضرموت، فإن نجاحه سيكون حتميًا؛ لما يملكه الحضارم من صفات يشهد لهم بها الداني والقاصي. حضرموت التي تملك مساحة تقارب 40% من مساحة الجمهورية اليمنية، وما تملكه من موارد، تُعد تجربة إدلب في سوريا دافعًا قويًا للحضارم في المطالبة بالإدارة الذاتية، حتى يتيح لهم الاستفادة الكاملة من هذه الموارد وتطويرها بما يحقق التنمية والازدهار. ولتحقيق ذلك لا بد من اتخاذ الخطوات الآتية:
١. تشكيل مجلس حضرمي يضم ممثلين عن كل مديريات حضرموت، يتسم أعضاؤه بالعلم والجدية والولاء لله ثم لأهلهم في حضرموت، كما عرف عنهم الصدق والأمانة. تكون مهمتهم التخطيط ومراقبة التنمية، وكذا مراقبة ومحاسبة السلطة في المحافظة والمديريات.
٢. إنشاء جهاز أمني استخباراتي يراقب أوضاع حضرموت الأمنية الداخلية والخارجية، ويعمل على الحفاظ على مصالح واستقرار المحافظة، وكذا على الحفاظ على أفراد المجتمع الحضرمي. فأمن المواطن الحضرمي وحفظ أرضه من مسؤولية هذا الجهاز.
٣. بناء العدل بإنشاء قضاء وفق معايير تحفظ كرامة وحقوق المواطن الحضرمي كما تعزز وحدة أبناء حضرموت.
٤. بناء جيش حضرمي قوي، خالص، يتسم أفراده بالقوة والشجاعة. يعمل على حماية حضرموت أرضًا وإنسانًا، وليس لأحد السيطرة عليه من خارج المحافظة، وتخضع إدارته للسلطة المحلية في المحافظة فقط.
٥. وضع خطط تنمية لبناء البنية التحتية ومعالجة أوضاع المديريات، كما يتم تشجيع المديريات على التنافس فيما بينها لاستثمار مواردها الخاصة التي تكون من صلاحياتها بموجب لوائح يقرها أعضاء المجلس الحضرمي.
٦. تفعيل التخصصات العلمية وإشراكها في تنمية حضرموت.
٧. تحديد علاقة المحافظة بالمركز من مهام المجلس الحضرمي، وذلك بوضع لائحة توافقية في هذا الشأن.
٨. إصلاح قطاع التعليم بما يخدم المرحلة المتقدمة في العالم.
٩. إصلاح نظام الصحة وبناء مستشفيات تغني المواطن الحضرمي عن مغادرة حضرموت للعلاج في الخارج.
١٠. اختيار القيادات المحلية في المديريات يكون عن طريق المجلس الحضرمي بناءً على العلم والأمانة والصدق والنزاهة، مع التأكيد على رفض اختيار القيادة من منظور الولاء الحزبي أو القبلي.
١١. نشر القوات الحضرمية في ربوع حضرموت، ولا يسمح بإنشاء مشروع عسكري خارج نطاق هذه القوات تحت أي مبرر.
١٢. لا يخصص من موارد حضرموت إلا 20% فقط للإدارة المركزية، و80% من الموارد تخصص لتسيير أوضاع حضرموت في جميع شؤونها.
١٣. إعداد خطط تنموية تنقل المحافظة إلى مستوى متقدم يحاكي المدن العالمية.
١٤. يمنع رفع أي شعارات تفرّق النسيج الحضرمي تحت أي مسمى.
١٥. منع أي أفكار تستهدف الدين، سواء من الناحية العقدية أو الفقهية أو الاجتماعية.
١٦. بناء شبكات وطرق لتسهيل التواصل داخليا وخارجيا وصيانة الطرق العامة.
١٧. تأمين خدمات لكبار السن و الأيتام وذوي الإعاقة من خلال كفالتهم وإنشاء برامج لرعيتهم.
الإدارة الذاتية خيار لا بديل للحضارم عنه، يجب التمسك به، خاصة بعد تحول حضرموت ساحة للنهب من قبل القوى المسيطرة على المشهد اليمني سواء كانت قوى جنوبية أم شمالية. على أبناء حضرموت أن يدركوا أن المؤمن “لا يلذغ من الجحر مرتين”. والعاقل من اضاف عقل الآخرين إلى عقله ومن لم يعتبر بما مضى لن يعتبر مدى عمره، لذا وحدة أبناء حضرموت أساس قوتهم وتحقيق أهدافهم التي تعود عليهم بالنفع فلا بد إذن من وحدة القيادة ووحدة القوات العسكرية ونشرها في كل حضرموت لضمان تحقيق أهداف الحضارم ما لم فإن القوى الخارجية سوى كانت داخل اليمن أو خارجه سيبقى أثرهم على إدارة الحضارم.