ابحث في الموقع
تاربة اليوم - الموقع الإخباري اليمني

باجيدة التاريخ: رمزاً لا يتكرر

باجيدة التاريخ: رمزاً لا يتكرر

مقال لـ /أشرف قطمير
الاثنين 13 يناير 2025

هذا عبدالله يسلم باجيدة، إن تحدثت سيئون عن رجالها، فهو أول من يُذكر، وإن عددت حضرموت أعلامها، فهو أول من يُرفع. إذا مشى في الميادين، اهتزت له الأرواح، وإذا ذكر في المجالس، علت باسمه الأصوات. هو من صاغ مجد الرياضة بعرق جبينه، وحفظ تراث الشبواني بحركاته المهيبة، وأعاد للمدروف الحضرمي صوته العريق بعزفه المتفرد، فجعل من نفسه جسراً يصل بين الماضي الأصيل والحاضر الفخور.

في ميادين الرياضة، عبدالله هو السارية التي ترفع راية نادي سيئون، والأمين المساعد الذي لا يكلّ ولا يملّ في سبيل مجد ناديه. هو القائد الذي تهتف باسمه الجماهير، وحامل هموم الفريق الذي يحمل على كتفيه حلم مدينة بأكملها. هو فارس الملاعب، الذي يجعل من كل خطوة له نصراً، ومن كل مباراة ملحمةً ترويها الجماهير على مرّ الأزمان.

وحين ينتقل إلى ساحات التراث، ترى فيه سيد الشبواني ومقدم حافة الحوطة الذي يتقدمه الفخر وتتوسطه العزة. عبدالله، إذا دخل الشبواني، علت الأهازيج، وارتفعت أصوات الطبول وكأنها تحتفل بقدوم فارسٍ من زمن الأبطال. يتقدم بخطواتٍ واثقة، تنبض بكل شموخ حضرموت، وكأن الأرض تبتسم تحت قدميه.

وحين يمسك بالمدروف الحضرمي، يصمت المكان ليبدأ عزف التاريخ. كل ضربة على المدروف كأنها نبضة من قلب حضرموت، وكل نغمة كأنها حكاية من زمن الأجداد تُعاد روايتها. لا يعزف عبدالله المدروف كأي عازف، بل يحوله إلى لسانٍ ناطق، يروي للأجيال قصة حضرموت التي لا تموت.

هو في الرياضة رايةٌ مرفوعة، وفي التراث شجرةٌ أصلها ثابت وفرعها في السماء. عبدالله لا يُثنى عليه لأنه يحتاج الثناء، بل لأنه صرحٌ يراه كل من مر بسيئون، وصوتٌ يسمعه كل من نادى بحضرموت.

هذا عبدالله باجيدة، تاج سيئون وسيفها، إذا رفعته المدينة، رفعها معه، وإذا ناداه المجد، كان أول من يجيب. رجل اجتمعت فيه الرياضة والفن، التراث والشموخ، فصار رمزاً لا يتكرر، وعلماً لا يُنسى.

تعليقات (0)

إغلاق