إنكشفت السرائر … وطغت الفردية !!!
( #تاربة_اليوم ) / كتابات وآراء
كتب : م. لطفي بن سعدون الصيعري.
14 يناير 2025
ستة أشهر انقضت وحضرموت تعيش وضعا متأزما وحراكا حضرميا واسعا يقوده فريقان متصارعان الأول براجماتي سباسي يتبع المحافظ بن ماضي والآخر رادبكالي ثوري يقوده الوكيل بن حبريش وانقسمت حضرموت برمتها بين مؤيد لاحد الطرفين ومعارض للآخر وفريق ضد كليهما وفريق محايد (ماسيبي).
كان المحافظ وفريقه ينطلق صادقا في رؤيته لنهضة وتطوير حضرموت وانتزاع حقوقها وفق مبدأ البراجماتية والعقلانية والواقعية السياسية مع الإبتعاد عن تناول الوطنية الحضرمية لعدم قبولها من قيادة الشرعية والتحالف ، وكان خصمه الوكيل أول بنطلق مراوغا في رؤيته، لانتزاع حقوق حضرموت منتهجا مبدأ الراديكالية الثورية المتمردة على السلطات المحلية و الشرعية والتحالف، مع التمترس بقوة خلف شعارات الوطنية الحضرمية المستقلة ، من خلال المطالبة بخدمات حضرموت وشراكتها السياسية واستقلال قرارها السياسي مع المركز ورفض التبعية للجنوب وللشمال.
ووصولا للحكم الذاتي الحضرمي.
وواضح ان الأجندة التي رفعها الوكيل بن حبريش وفريقه قد لقي تعاطفا جماهيربا في الاوساط الشبابية الشعبوية خاصة من أبناء القبائل الحضرمية وأنصار هبة العيون وأنصار البحسني، اما الأجندة التي رفعها المحافظ وفريقه فقد لقيت تعاطفا في اوساط النخب والمكونات السياسية والمدنية الحضرمية ومقادمة القبائل واغلب القبادات الحضرمية في السلطات المحلية والمركزية ومجلسي النواب والشورى وفي الاوساط الشعبية وكان المعارضين لكليهما هما أنصار الانتقالي والإصلاح .
ويبدو ان الهوى الحضرمي في هذه المرحلة، قد تصاعد باتجاه الراديكالية الثورية المتمردة على حساب البراجماتية والواقعية السياسية السلمية ، وأمالت شوكة الميزان لصالح الفريق الثوري في الهضبة.
ومع حالة التوافقات والتوازنات الوطنية والاقلبمية والدولية الحالية ، التي تميل لمهادنة من يستعرض القوة على الأرض ، فقد فرضت الهضبة على الشرعية والتحالف، الإذعان لتحقيق بعض مطالبها، بإصدار مصفوفة القرارات من مجلس القيادة، مع إبقاء هامش المناورة لجعلها مجرد قرارات دون تنفيذ او التسويف في التنفيذ، مع جعلها أيضا مصيدة لتاجيج الخلافات الحضرمية، لإقتسام السمينة .
وذلك لتمييع الزخم الثوري لمناصري الهضبة وإعطاء الفرصة لقياداتها للخروج بموقف مقبول من قواعدها من، هذه الحالة الثورية التي طالت عليهم دون نتائج.
وهذا ماتبين بكل وضوح من خلال سرعة القبول بهذه القرارات ورفع الحظر عن إرسال نفط حضرموت لعدن ، ثم توجيه التصعيد ضد السلطة المحلية والمطالبة بازاحة المحافظ بن ماضي ، بدلا من إستمرار توجيهه ضد قيادة الشرعية كما كان منذ بداية التصعيد.
ويبدو ان هناك تسويات سرية ، قد تم الأتفاق حولها لتقاسم المصالح الشخصية، بين قيادات الشرعية وقيادات الهضبة ، التي سيتم تنفيذها قريبا في الواقع، في مقابل التسويف في تنفيذ القرارات الخاصة بالشأن العام الحضرمي، كما حصل في قرارات هادي في أعقاب هبة ٢٠١٣م وفي أعقاب تصعيد ٢٠١٩م . وقريبا ستطوى خيام الهضبة وتجمع أعمدتها ، وينتهي التصعيد الحضرمي الثالث، دون تحقيق نتائج عامة تذكر فيما عدى المكاسب الشخصية، ويعود الثوار إلى بيوتهم بخفي حنين، وكأنك يابوزيد ماغزيت، لان طغيان القيادة الفردية لاي ثورة إو هبة أوتصعيد ،يجعل نفسها قصير ، ولا يجعلها مهبأة ذاتيا للإنتصارات الحاسمة ، وهذا مااشار اليه الناشط الحضرمي البارز العقيد ملهي السيباني في مقاله السابق. جفت الأقلام وطويت الصحف.