لماذا لا يتكلم أهل التبليغ في السياسة؟
كتب / عبدالمجيد السامعي
الاحد 19 يناير 2025
عاد جهد الدعوة والتبليغ إلى عموم مساجد سوريا الحبيبة حيث يجتهد أهل التبليغ على الطالحين ليكونوا صالحين ،وعلى الصالحين ليكونوا مصلحين،وعلى المصلحين في ديارهم ليكونوا مصلحين في عموم دول العالم ،وكل ذلك بهدف رضاء الله ودخول الجنة والنجاة من النار .
ولكن لماذا لا يتكلم أهل الدعوة والتبليغ في السياسة لا بالتصريح ولا بالتلميح؟
لأن ما يجرى على الأرض مقدر من السماء. فالمخلوق لا يؤثر سلبا ولا إيجابا إلا بأمر الله تعالى. وصلاح الأحوال لا يتم إلا بصلاح الأعمال وصلاح الأعمال لا تأتي إلا بصلاح القلب. وصلاح القلب لا يتم إلا بالجهد والتضحية بالمال والنفس تحت ترتيب صحيح موافق لجهد الرسول – صلى الله عليه وسلم _ .
فالله وعد وليس بعد وعد الله من وعد . وليس فيه شك. فهو فعال لما يريد وأمره بين الكاف والنون. ولكن شرط علينا شرطاً فإذا وفينا بالشرط وهو الإيمان والأعمال الصالحة فالله يعطينا وعده فورا.
فكما وعدنا بالثمار من النخلة شرط علينا زراعة النواة علي الترتيب الصحيح.
وكذلك وعدنا بالثمار من أي زرع إذا قمنا بالزرع الصحيح.
ووعدنا بالذرية إذا تزوجنا بالترتيب الصحيح والأمثلة كثيرة لذلك في الحياة.
ففي حياة الأنبياء وأتباعهم عبر وأمثال – فمثلا:
متى تم النصر للمسلمين في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
ومتى تمت الهزيمة لهم ؟
انتصر للمسلمين بيقينهم علي الله وتمسكهم بكتاب الله وسنة الرسول– صلى الله عليه وسلم وهزموا في أحد لمخالفتهم سنة الرسول – صلى الله عليه وسلم – وكان الأمر واضحا جليا في غزوة حنين في أولها هزيمة لما تغير اليقين عندهم علي القوة والعتاد –وانتهت الغزوة بالنصر لما لبوا نداء الرسول صلى الله عليه وسلم.
فالله هو الذي يعطى الُملك لمن يشاء. وينزعه ممن يشاء. ولذا يطلب منا أن نكرر هذه الحقيقة حتى لا نزيغ ونهلك.
فهو سبحانه الذي مكن لذي القرنين في الأرض.
وهو الذي أعطى للنمرود رغم فساده.
وهو الذي أعطى الملك لفرعون. ولكن لماذا ؟ التغير يبدأ من داخل الإنسان.
والحديث القدسي: ( أنا الله لا إله إلا أنا مالك الملك وملك الملوك : قلوب الملوك بيدي فإن العباد أطاعوني حولت قلوب ملوكهم عليهم بالرأفة والرحمة. وإن عصوني حولت قلوب ملوكهم عليهم بالسخط والنقمة فأسومهم سوء العذاب فلا تنشغلوا بالسب على ملوككم ولكن انشغلوا في ذكرى والتقرب إلىَ أكفكم ملوككم .
وخلاصة القول فيما سبق:
أن ما يحدث لنا هو من الله فقط والأسباب مخلوقة لا تقدم ولا تأخر شيئا للإنسان إلا بأمر الله
والتفرق والتعصب في الأمة الآن لا ينتهي إلا بترك الجدل والمناقشة في هذه الأمور
وجعل الدعوة الى الله بعيدة عن أي مذهب سياسي. حتى تظل نقية خالصة لله فتجمع ولا تفرق وتُحبب ولا تُبغض فالدعوة الى الله لا تُصبغ بأي صبغة أرضية.
والمطلوب منا ألآن تفويت الفرصة على أعداء الإسلام في استغلالهم للسذج ورفع شعارات مذهبية معنية فرعية أو سياسية أو قومية للتفريق وضرب الإسلام من خلال أهله .
وأخيراً الكل يريد أميراً مثل عمر بن الخطاب مثلاً: فلا يوجد مؤمن على الأرض يكره ذلك ولكن نفهم أولاً –
أين المؤمنين حتى يأتي الله بأمير منهم؟ .
وإن كان يوجد مؤمنين فكم نسبتهم في الأمة؟
وعلى هذا لا ننشغل بما يدور حولنا وننشغل بما هو مفروض علينا ونخرج في سبيل الله حتى نقيم الدين في قلوبنا ليقيم الله الدين علي أرضنا .