أنت كبير فلا تمارس أفعال الصغار
كتب / الشيخ عبد السلام الحاج
الاربعاء 22 يناير 2025
حينما تقذف بك أمواج الفرصة إلى شواطئ السلطة فاجعل منها فرصة ثانية لخدمة الآخرين وترجمة حبك لوطنك ولاتجعل منها مقصلة لتقطع بها أيدي من حولك خشية أن تسوقهم فرص مماثلة لموقعك وهذا تفكير قاصر لاينم عن شخصية كبيرة فالكبار لا يفجرون في الخصومة ولا يلجئون للدسائس كإجراءات وقائية لحماية أنفسهم ولا يحقدون على من حولهم إذا سطع نجمهم أو دارو في فلك غير فلكهم
فالكبار متخففون من الأحقاد
وليس كبير القوم من يحمل الحقدا.
والمشدودون إلى الماضي عاجزون عن الوصول للمستقبل
ومن يرى أن القمة لا تتسع إلا لشخص واحد فهو يعاني من تضخم الأنا ..
ياصديقي ليس شرطا أن تعمل على فشل الآخرين لكي تنجح ،تستطيع النجاح بهم ومعهم والأصل أن نمضي سويا وندعم الآخرين ونشاركهم النجاح.
لماذا تسوق نفسك للآخرين بغمز آخرين!؟
تستطيع الوصول لهذا أو ذاك بجسور من القيم فمن يصل إلى القمة ولايمتلك مؤهلات البقاء فيها يحنُ إليه القاع وتشتاق له حفر الدنايا.
ومن يحمل نفسية الزواحف يعجز عن الطيران ولو حاول أو تسلق بعض المرتفعات لكي يطير إنما ليزداد سقوطا،
لازال بإمكانك تصحيح مسار سيرك والتعامل كالكبار الذين لايفتحون آذانهم لكل شاردة وواردة وأعينهم لكل صغيرة وكبيرة.
والتجمل بسعة الصدر والاستماع لوجهات النظر المختلفة حتى تلك التي لاتعجبك ففيها تصويب لبعض أخطائك وذلك يسهم في وصولك إلى ماتريد
أما ضيق الأفق فلن يزيده ضيقه بالآخرين إلا تضييق الخناق عليه وسيكتشف نفسه وحيدا بعد أن أبعد الصادقين عنه وتخلى عنه المصفقين له بعد انتهاء مصلحتهم منه!
ختاما ياصديقي
المال والسلطة والموقع ليس كل شيء ومن يمكر بأصحابه يلازمه سواد الوجه أبد الدهر ،
تخلص من الأنا المتضخمة فستتعب يدك المممدوة في انتظار من يقبلها،
وليس كريما ولا يمتلك ذرة كرامة من يتلذذ بإذلال الآخرين أو يحرص على أن يكونوا أمامه قططا ناعمة أو أرانب مطيعة ليظهر كأسد.
أنت تعرض نفسك للسخرية وأنت تمشي برأس مرفوع للخلف يكاد يلتصق بمؤخرتك غرورا.
من يريد أن يصعد على رقاب الناس ستدوسه يوما أقدامهم
الكريم لايتخذ الناس سُلَّماً ولا يعيش على تلفيق التهم ولا يقتات على الدسائس.
الكبار كالنحل يداوون الجراح والصغار كالذباب يقعون عليها فاختر لنفسك ماذا تريد أن تكون
المال زائل والسلطة كذلك وتبقى المودة والقيم والشهامة.
والفجور في الخصومة أسرع الطرق للخلاص من صاحبه وإن أضر بالآخرين لكنه أكثر المتضررين.