امرأة تُقدم على إضرام النار في نفسها بمنطقة الحوبان بتعز تحت وطأة الأزمات المعيشية المستمرة
تاربة اليوم
2025-02-03 00:46:00
في حادثة مأساوية تعكس مدى اليأس والمعاناة التي يعيشها المواطنون في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، أقدمت امرأة في العقد الثالث من عمرها، خلال الساعات القليلة الماضية، على إحراق نفسها أمام مطعم “الأصيل” في منطقة الحوبان شرقي محافظة تعز.
وفقًا لشهود عيان، لم تتمكن الجموع المتواجدة في المكان من إنقاذ المرأة بسبب سرعة انتشار النيران في جسدها، حيث كانت مشتعلة بالكامل قبل أن يتمكن أحد من التدخل.
وقد أثارت الحادثة حالة من الصدمة والحزن بين المارة الذين وصفوا المشهد بأنه “كارثي وغير مسبوق”.
حتى الآن، لم يتم الكشف عن هوية المرأة أو تفاصيل حياتها الشخصية بشكل كامل، لكن مصادر محلية أكدت أن هذه الخطوة جاءت نتيجة الضغوط النفسية والاقتصادية الشديدة التي تعاني منها النساء في ظل سياسات مليشيا الحوثي التي أدت إلى تفاقم الأوضاع المعيشية.
ومن بين هذه السياسات: استمرار قطع رواتب الموظفين، ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، وتدهور الخدمات الصحية والتعليمية.
هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، إذ تشير الإحصائيات غير الرسمية إلى تصاعد حالات الانتحار بين اليمنيين، خاصة في المناطق التي تسيطر عليها المليشيات الحوثية، نتيجة الظروف الاقتصادية والاجتماعية القاسية.
ومع استمرار انهيار العملة المحلية، تواجه الأسر اليمنية صعوبة متزايدة في توفير الاحتياجات اليومية الأساسية مثل الغذاء والدواء.
وتشير المصادر إلى أن الأزمة الاقتصادية التي يعيشها اليمن منذ سنوات قد بلغت مستويات غير مسبوقة، مع تفاقم نقص الوقود الذي أدى إلى تعطل وسائل النقل وإغلاق العديد من المحال التجارية.
كما أن غياب أي حلول سياسية للأزمة اليمنية زاد من معاناة المواطنين، خاصة الفئات الأكثر ضعفًا مثل النساء والأطفال.
وتُعد هذه الحادثة دليلاً صارخًا على المعاناة الإنسانية التي يعيشها اليمنيون في ظل سيطرة مليشيا الحوثي، والتي تُعتبر مسؤولة بشكل كبير عن تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني في البلاد.
فبينما يستمر المجتمع الدولي في تقديم المساعدات الإنسانية، فإن الحلول السياسية والاقتصادية ما زالت بعيدة المنال، مما يزيد من معاناة السكان الذين يجدون أنفسهم محاصرين بين الفقر واليأس.
دعوات للتدخل العاجل في ظل هذه الظروف المأساوية، تدعو المنظمات الحقوقية والإنسانية إلى تدخل عاجل من المجتمع الدولي لوقف هذا النزيف الإنساني، وضمان تقديم الدعم اللازم للمواطنين اليمنيين الذين أصبحوا ضحايا مباشرة للصراع المستمر.