لماذا رفضت 7 دول عربية تهنئة أحمد الشرع برئاسة الجمهورية السورية؟ (تحليل)
تاربة اليوم
2025-02-03 09:33:00
في خطوة غير مسبوقة، أعلنت الإدارة العسكرية في سوريا تنصيب أحمد الشرع رئيسًا للبلاد خلال المرحلة الانتقالية، إيذانًا ببداية مرحلة سياسية جديدة تحمل في طياتها تغييرات جذرية؛ هذا الإعلان، الذي فاجأ الأوساط الإقليمية والدولية، قوبل بمزيج من الترحيب والتحفظ، ما يعكس تعقيد المشهد السياسي في المنطقة.
ترحيب عربي محدود.. ودعم مصري واضح
لم تمر ساعات على إعلان تنصيب الشرع حتى سارعت بعض العواصم العربية إلى إرسال تهانيها الرسمية، حيث أبدت كل من السعودية، قطر، الأردن، الإمارات، البحرين، مصر، الكويت، عُمان، مجلس القيادة الرئاسي اليمني، والسلطة الفلسطينية دعمها العلني لهذه الخطوة.
وجاءت التهنئة المصرية على لسان الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي كتب عبر حساباته الرسمية على منصات التواصل الاجتماعي:
“أتوجه بالتهنئة للسيد أحمد الشرع لتوليه منصب رئاسة الجمهورية العربية السورية، وأتمنى له النجاح في تحقيق تطلعات الشعب السوري نحو مزيد من التقدم والازدهار.”
هذا الموقف المصري أشار بوضوح إلى أهمية المرحلة الانتقالية في سوريا، ودورها في إعادة رسم خريطة التوازنات الإقليمية.
صمت عربي لافت.. تحفظ أم انتظار؟
لكن في المقابل، غابت التهاني الرسمية من عدة دول عربية، أبرزها لبنان، العراق، الجزائر، تونس، ليبيا، المغرب، والسودان، ما أثار تساؤلات حول دلالات هذا الصمت.
محللون سياسيون يرون أن هذا الغياب قد يعكس موقفًا متريثًا من هذه الدول، التي ربما تفضل الانتظار لرؤية مآلات المرحلة الانتقالية قبل إعلان موقفها بشكل رسمي، بينما يرى آخرون أن بعض هذه الدول قد تكون غير مرتاحة للتغيير المفاجئ في دمشق، خاصة في ظل العلاقات التاريخية التي جمعتها بالنظام السابق.
قرارات مصيرية.. إدارة جديدة بمفاهيم مختلفة
بالتزامن مع تسلمه منصبه، اتخذت الإدارة الانتقالية الجديدة مجموعة من القرارات الجذرية التي ترسم ملامح المرحلة القادمة، من بينها:
- حل الفصائل المسلحة والجيش والأجهزة الأمنية التابعة للنظام السابق.
- إلغاء الدستور القديم وبدء العمل على صياغة دستور جديد.
- حل مجلس الشعب وحزب البعث، الذي كان الحاكم الفعلي لسوريا لعقود.
العقيد حسن عبد الغني، الناطق باسم الإدارة العسكرية، صرّح بأن هذه الخطوات تهدف إلى إعادة هيكلة الدولة وضمان مرحلة انتقالية تستند إلى أسس جديدة، مؤكدًا أن الشرع سيتولى قيادة البلاد في المحافل الدولية إلى حين إعداد دستور جديد يحدد شكل النظام السياسي القادم.
مستقبل سوريا.. هل تنجح المرحلة الانتقالية؟
في ظل ردود الأفعال المتباينة، يبقى السؤال الأكبر: إلى أين تتجه سوريا في ظل قيادة أحمد الشرع؟
يعتقد مراقبون أن التحديات التي تواجه الرئيس الجديد ليست فقط داخلية، بل تمتد إلى مواقف القوى الإقليمية والدولية، التي تتابع التطورات عن كثب.
وبينما تترقب العواصم الكبرى أولى خطوات الشرع على الساحة الداخلية والخارجية، تبقى سوريا أمام مفترق طرق قد يعيد تشكيل مستقبلها السياسي، ويحدد ملامح استقرارها أو انزلاقها في دوامة جديدة من التوترات.
لماذا رفضت 7 دول عربية تهنئة أحمد الشرع برئاسة الجمهورية السورية؟
عدم تهنئة سبع دول عربية لأحمد الشرع بتوليه رئاسة سوريا قد يعكس عدة عوامل سياسية ودبلوماسية، منها:
1. تحفظ سياسي وانتظار وضوح المشهد
بعض الدول، مثل لبنان والعراق ، قد تتريث قبل إعلان موقفها الرسمي بسبب تعقيدات العلاقة مع سوريا ، خاصة أن حكوماتها تضم أطرافًا مختلفة المواقف تجاه النظام السابق والتغيير الجديد.
2. علاقات وثيقة مع النظام السابق
الجزائر وتونس والسودان كانت تحتفظ بعلاقات قوية مع النظام السوري السابق، ولم تقطع اتصالاتها الرسمية معه، مما قد يفسر عدم التعجل في الاعتراف بالإدارة الجديدة.
3. تحفظ أيديولوجي أو رفض التغيير المفاجئ
دول مثل المغرب وليبيا ربما ترى أن تغيير القيادة في سوريا جاء عبر تدخل عسكري، وليس من خلال عملية سياسية توافقية، ما يجعلها تتحفظ على مباركته رسميًا.
4. مخاوف من تداعيات المرحلة الانتقالية
الدول التي لم تهنئ الشرع قد تكون غير مقتنعة بقدرته على تحقيق الاستقرار، أو تخشى أن يؤدي التغيير في دمشق إلى اضطرابات إقليمية تنعكس على المنطقة العربية ككل.
5. موقف مرتبط بالمحاور الإقليمية والدولية
الصمت قد يكون أيضًا انعكاسًا لضغوط خارجية أو تحالفات دولية ، إذ إن بعض هذه الدول مرتبطة بمواقف قوى عالمية لم تحسم موقفها بعد من الإدارة السورية الجديدة.
في النهاية، عدم التهنئة لا يعني رفض الشرع بشكل قاطع، لكنه قد يكون رسالة سياسية بعدم التسرع في الاعتراف بالإدارة الجديدة قبل اتضاح معالم المرحلة الانتقالية.