عدن تغرق في أزمة الغاز المنزلي.. معاناة يومية وغياب تبريرات رسمية
![عدن تغرق في أزمة الغاز المنزلي.. معاناة يومية وغياب تبريرات رسمية عدن تغرق في أزمة الغاز المنزلي.. معاناة يومية وغياب تبريرات رسمية](https://www.tarebhtoday.online/wp-content/uploads/2025/02/303357_L.webp.webp 960w, https://www.tarebhtoday.online/wp-content/uploads/2025/02/303357_L.webp-300x180.webp 300w, https://www.tarebhtoday.online/wp-content/uploads/2025/02/303357_L.webp-768x461.webp 768w)
تاربة اليوم
2025-02-06 20:16:00
تشهد مدينة عدن، العاصمة المؤقتة لليمن، أزمة حادة وغير مسبوقة في توزيع الغاز المنزلي، حيث توقفت معظم محطات التعبئة عن تقديم خدماتها للمواطنين، مما أثار حالة من الاستياء والقلق بين السكان الذين يواجهون صعوبات جمة في تأمين احتياجاتهم الأساسية.
مواطنون يشتكون: “لا غاز ولا حلول”
في مشاهد تعكس معاناة يومية قاسية، تجمع العشرات من المواطنين أمام محطات الغاز المنتشرة في أحياء المدينة، آملين الحصول على أسطوانة واحدة لتلبية احتياجاتهم المنزلية. ومع ذلك، كانت الصدمة أكبر عندما اكتشفوا أن هذه المحطات قد توقفت تماماً عن العمل دون سابق إنذار.
وقال أحد المواطنين، الذي فضل عدم ذكر اسمه، لمراسلنا: “منذ أيام وأنا أتنقل بين أكثر من محطة غاز في عدن، وكلها مغلقة أو لا تحتوي على أي مخزون متاح. المشكلة ليست فقط في النقص، بل في غياب أي توضيح رسمي حول الأسباب التي أدت إلى هذا الوضع الكارثي”.
وأضاف آخر بغضب: “حتى الآن ما عرفنا إيش الأسباب! الناس تحتاج الغاز للطبخ وللتدفئة، خاصة مع دخول فصل الشتاء. كيف يمكن أن تتوقف هذه الخدمة الحيوية بهذه الطريقة المفاجئة؟”.
أسباب غير واضحة ومسؤولون صامتون
الأزمة لم تقتصر على نقص الإمدادات فقط، بل تميزت أيضاً بالغموض الذي يلف أسبابها. حتى اللحظة، لم تصدر أي جهة رسمية بياناً شافياً يوضح أسباب توقف محطات الغاز عن العمل أو يقدم خطة لحل المشكلة.
هذا الصمت الحكومي زاد من استياء المواطنين الذين يشعرون بأنهم متروكون لمصيرهم في ظل غياب الإجراءات العاجلة.
مصادر محلية تشير إلى أن الأزمة قد تكون مرتبطة بعدة عوامل، منها ضعف الإمدادات القادمة من المناطق المنتجة للغاز، أو سوء إدارة التوزيع داخل المدينة، أو حتى احتمالية وجود مشكلات فنية في محطات التعبئة.
ومع ذلك، فإن غياب الشفافية يجعل من الصعب التحقق من هذه الفرضيات.
تأثير الأزمة على الحياة اليومية
الأزمة بدأت تلقي بظلالها الثقيلة على الحياة اليومية للمواطنين في عدن. فالغاز المنزلي يعد مورداً أساسياً لغالبية الأسر، سواء لاستخدامه في الطبخ أو التدفئة، خاصة مع انخفاض درجات الحرارة في بعض المناطق.
ومع استمرار الأزمة، اضطر العديد من السكان إلى البحث عن بدائل مكلفة وغير مضمونة، مثل استخدام الحطب أو الوقود السائل، وهو ما يزيد من معاناتهم الاقتصادية.
إلى جانب ذلك، بدأت بعض الأسواق الشعبية تشهد ارتفاعاً غير مبرر في أسعار أسطوانات الغاز المتاحة بشكل غير رسمي، مما يضع عبئاً إضافياً على كاهل الأسر ذات الدخل المحدود.
نداءات عاجلة للتدخل
في ظل هذا الوضع المتأزم، وجه المواطنون نداءات عاجلة إلى السلطات المحلية والحكومة اليمنية للتدخل السريع وإيجاد حلول للأزمة. وأكدوا على ضرورة توفير الغاز المنزلي بأسعار معقولة وتوزيعه بشكل عادل على جميع الأحياء، بالإضافة إلى تعزيز الرقابة على الأسواق لمنع استغلال التجار لهذه الأزمة لتحقيق مكاسب غير مشروعة.
كما طالبوا بضرورة إصدار بيانات شفافة من الجهات المعنية توضح أسباب الأزمة والإجراءات التي سيتم اتخاذها لمعالجتها، مؤكدين أن الصمت الرسمي يزيد من حالة القلق وعدم الثقة بين المواطنين والسلطات.
ختاماً
أزمة الغاز المنزلي في عدن ليست مجرد مشكلة تقنية أو لوجستية، بل هي انعكاس لأزمة أكبر تتعلق بإدارة الموارد وتقديم الخدمات الأساسية للمواطنين.
ومع استمرار هذه الأزمة، يتزايد الضغط على الحكومة والجهات المعنية للتحرك بسرعة وفعالية قبل أن تتفاقم الأمور وتتحول إلى كارثة إنسانية جديدة في المدينة التي تعاني أصلاً من تحديات متعددة.
يبقى السؤال الملح: إلى متى ستستمر معاناة أهالي عدن؟ وهل ستتحرك السلطات لإنقاذ الوضع قبل فوات الأوان؟