بين علي بابا والثمانية الحرامية “وطنٌ يُنهَب وشعبٌ يُنهَك”

كتب / عبد العزيز صالح بن حليمان
الجمعة 7 فبراير 2025
يعيش الوطن اليوم واقعًا أشبه بأسطورة علي بابا والثمانية الحرامية ولكن مع فارق مؤلم فاللصوص الثمانية هنا لا يختبئون بل يحكمون ويتحكمون بينما تُنهَب ثروات البلاد على مرأى ومسمع الجميع ويتلاشى حلم الملايين في ظل فساد مستشرٍ لم يترك مجالًا إلا وأحاله إلى خراب.
حكومة اسمية بلا سلطة ومجلس قيادة بلا قيادة يوزعون الوعود كما توزَّع المسكنات مجرد تخديرٌ مؤقت يطيل عمر المعاناة بينما الواقع يزداد سوءًا.
بلد يطفو على ثروات طائلة ومواطنيه يعيشون في ظلام دامس بلا كهرباء، بلا خدمات صحية، بشوارع متهالكة، ومستشفيات خاوية من الكوادر والأدوية، مليارات الدولارات من المساعدات والودائع تُعلن لكنها تتبخر في الهواء فلا أثر لها إلا في أرصدة الفاسدين، أما الريال اليمني فقد أصبح في غرفة الإنعاش ينهار أمام العملات الأجنبية بينما يتقاضى الموظف راتبًا لا يكفي لسد رمقه إن كان يتقاضاه أصلًا، في المقابل ينعم كبار المسؤولين برواتبهم الدولارية ويرسلون أبناءهم ليعيشوا في قصور الخليج ويدرسوا في أرقى جامعات العالم غير آبهين بمعاناة شعبٍ يصارع من أجل البقاء.
الفساد لم يعد مجرد سلوكٍ فردي بل بات منظومة متكاملة تنهش كل قطاع حتى صار الحديث عن الإصلاح أشبه بالحديث عن معجزة مستحيلة ولم يبقَ لهذا الشعب إلا مزيداً من الألم فقد بلغ السيل الزبى وتجاوزت المعاناة كل الحدود في ظل طبقة حاكمة لا ترى سوى مصالحها وأطرافٍ خارجية تتلاعب بمصير البلاد.
الصمت لم يعد خيارًا والاستسلام ليس قدراً محتوماً. فإما أن ينهض الشعب ليستعيد وطنه أو أن يستمر في معاناة بلا نهاية تحت حكم علي بابا والثمانية الحرامية.