لا يرفع الظلم بضعف كونوا أقوياء

كتب / الشيخ حسين غالب العامري
الجمعة 14 فبراير 2025
حمدًا لله، لا معبود سواه.
صلاة ربي وسلامه على الرحمة المهداة، ومن اقتدى بهداه.
أحبتي، كلمة الحق تعلو ولا يُعلى عليها. هكذا نحن نصدح بها، ليس لأهداف سياسية أو مكايدات حزبية، ولكن إنصافًا للحق ونقدًا بنّاء.
من المؤلم أن نكون نحن أحد أسباب الضعف، وأن نمكّن من أراد النيل منا ومن حقوقنا. كم تكلمنا، يا حضارم! جَزَّمْتُم حضرموت، وأصبحت لقمة سائغة لم يلتقمها أحد، وكل حزب بما لديهم فرحون.
كفى، كفى، وألف كفى!
نتغنى بحقوق حضرموت، فأين نحن من حقوق حضرموت؟! قلنا ألف مرة: لن تأتي ونحن متناحرون. إن كنا صادقين حقًا في مطلبنا بحقوق حضرموت، فلنجلس ونتحاور، ولنجعل حضرموت أولًا وآخرًا، ولنتنازل لبعضنا البعض بنوايا صادقة.
والله إن العين لتدمع، والقلب يعتصر ألمًا لما نتابعه في مواقع التواصل.
بالأمس، نَفْسٌ تُزهق باعتداء وحشي من قِبَل من احتضنتهم حضرموت من المحافظات الأخرى! وكم من دماء نزفت، وأرواح زهقت!
وبالأمس، استوقفتني احتجاجات عمال بترومسيلة بمطالب وحقوق مشروعة لتحسين وضعهم المعيشي، وحفظ أمنهم وسلامتهم، وحمايتهم من نفايات وسموم الشركات النفطية، مع مرتبات لا تغني من جوع، بينما هناك آخرون يتقاضون رواتب باهظة في مكاتب مكيفة، وسفريات وإنفاق بلا حدود.
بل كنا نتابع من قبل أن هناك أيادي عاملة من المحافظات الشمالية لا يزالون يتقاضون مرتباتهم وهم في محافظاتهم!
أين أنتم، يا من تتغنون بحقوق حضرموت؟!
هنا شعب لا يجد وجبة غداء، في ظل تدهور متسارع لانهيار العملة، ووضع كارثي، وتحالف لم يفِ بأي التزام بتحسين الخدمات ودعم الاقتصاد، رغم أن ذلك من صميم المهام المناطة بهم، لكنهم يديرون لنا أدوات الفساد لتحقيق مبتغاهم.
نحن لسنا بحاجة إليهم، فثرواتنا وخيراتنا كفيلة بأن تجعلنا نعيش في النعيم!
والله، يا حلف وجامع ومرجعية وسلطة وكل المكونات الحضرمية، أنتم السبب فيما نحن فيه من تهميش وإقصاء وظلم وتنكيل وإراقة دماء!
لو تتركوا حب الذات والمصالح الشخصية والحزبية الضيقة، وتتخلوا عن التعصب والهوى، ويكون ولاؤكم الحقيقي لحضرموت، لكنا مصدر قوة وانتزعنا حقوقنا.
نقولها، وسيأتي الحساب عند من لا تخفى عليه خافية، وساعتها لا ينفع الندم!