رجل الأعمال الإماراتي خلف الحبتور يوجه رسالة قوية لنتنياهو: ”ما تزرعونه اليوم ستحصدونه غداً”

في رسالة مباشرة وحادة، وجه رجل الأعمال الإماراتي البارز خلف الحبتور، رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته، منتقداً بشدة السياسات والممارسات الإسرائيلية التي وصفها بأنها “مقامرة بمستقبل الأجيال القادمة” وليست طريقاً للأمن أو السلام.

ونشر الحبتور رسالته على حسابه الشخصي بموقع فيسبوك، حيث أكد أن ما تقوم به إسرائيل اليوم ليس سوى “صناعة للعداء” الذي سيتوارثه الأبناء والأحفاد، مشيراً إلى أن الاحتلال والقوة والقمع لن يحققوا الاستقرار أو السلام المنشود.

وقال الحبتور: “إلى رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو وحكومته: ما تفعلونه اليوم ليس سياسة، بل مقامرة بمستقبل أجيالكم. أنتم لا تبنون أمناً بل تصنعون عداءً سيظل يتوارثه الأبناء والأحفاد. الاحتلال لا يدوم، والقوة لا تخلق استقراراً، والقمع لا يصنع سلاماً”.

وأضاف الحبتور أن إسرائيل تشن حروباً على غزة والضفة الغربية وأهل فلسطين، بل وتستفز دول الجوار، دون إدراك أن “ما تزرعونه اليوم ستحصدونه غداً”. وأشار إلى أنه يعرف الكثير من الإسرائيليين واليهود الذين لا يمثلهم ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية، مؤكداً أن هذه السياسات تجعل إسرائيل مرادفاً للعدوان بدلاً من أن تكون جزءاً من مستقبل أكثر استقراراً.

تهديم جهود السلام

وتطرق الحبتور إلى الجهود الدولية السابقة لتحقيق السلام في المنطقة، قائلاً: “ما تقومون به اليوم يُدمّر كل الجهود للوصول إلى السلام التي بذلت حتى الآن، ومنها التي عملنا عليها أنا والرئيس جيمي كارتر على مدى سنوات لإيجاد أرضية للحوار والسلام، لتقريب وجهات النظر، ولإعطاء الأمل للأجيال القادمة بأن هناك طريقاً آخر غير الصراع”.

وأكد الحبتور أن السلام ممكن، وأن التفاهم يمكن بناؤه عبر الحوار والاحترام المتبادل، لكنه أشار إلى أن السياسات الإسرائيلية الحالية “تهدم كل شيء، تغلق كل باب، وتدفن كل فرصة لمستقبل مختلف”.

وتساءل الحبتور: “هل هذا هو الإرث الذي تريدونه لأولادكم؟ أن يعيشوا دائماً في خوف، في عزلة، محاطين بالعداء؟”، مؤكداً أن العالم يتغير وأن من يظن أنه يمكن فرض الواقع بالقوة إلى الأبد “لا يقرأ دروس التاريخ”.

دروس التاريخ

واستذكر الحبتور دروس التاريخ قائلاً: “كل احتلال زال، وكل طغيان سقط، ولن يكون مصيركم مختلفاً”. وأضاف أن الخيار أمام إسرائيل واضح: إما أن تكون جزءاً من حل يُبقيها في المنطقة على المدى الطويل، أو أن تستمر في صناعة العداء حتى تجد نفسها محاصرة به من كل اتجاه.

واختتم الحبتور رسالته بكلمة تحذيرية: “العاقل هو من يختار السلام قبل أن يفوته الأوان”، مذكراً إسرائيل بأن المستقبل لن يكون لصالح من يعتمد على القوة والعدوان، بل لمن يختار طريق الحوار والسلام.

رسالة تثير ردود فعل واسعة

جاءت رسالة الحبتور في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متصاعدة، حيث أثارت الرسالة ردود فعل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أشاد الكثيرون بجرأة الحبتور في توجيه هذه الرسالة المباشرة، بينما رأى آخرون أنها تعكس توجهاً عربياً متزايداً لرفض السياسات الإسرائيلية التي تعتبر عقبة أمام تحقيق السلام في المنطقة.

وتأتي هذه الرسالة أيضاً في إطار الجهود الدولية والمحلية المستمرة للضغط على إسرائيل من أجل تغيير سياساتها، خاصة في ظل التصعيد الأخير في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والذي أدى إلى سقوط عشرات الضحايا وتفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة والضفة الغربية.

يُذكر أن خلف الحبتور يُعد من أبرز رجال الأعمال في الإمارات والعالم العربي، وله تاريخ طويل في العمل الخيري والإنساني، بالإضافة إلى مشاركته في مبادرات سلام سابقة، مما يعطي رسالته وزناً أكبر في الأوساط السياسية والدبلوماسية.