نداء لأهل النشامة والفزعات

كتب / الشيخ حسين غالب العامري
الاثنين 17 فبراير 2025
حمدًا لله كما ينبغي لعظمته وجلال سلطانه، وصلاة ربي على نور الهدى ومن سار على نهجه واقتدى بهداه.
إخواني، إن رابطة الأخوة في الله تقتضي أن نقتدي بهدي المصطفى – عليه أفضل الصلاة والسلام – بالتناصح والنقد البناء لإصلاح ما في النفوس. ونحن في زمن تكالبت علينا فيه أعداؤنا، كما قال الصادق المصدوق – عليه أفضل الصلاة والسلام:
“تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها.”
قلنا: أمن قلة يا رسول الله؟ قال: “لا، أنتم غثاء كغثاء السيل، ولكن أسكن قلوبكم حب الوهن، حب الدنيا وكراهية الموت.” (أي الجهاد في سبيل الله) أو كما قال – عليه أفضل الصلاة والسلام.
ومن المؤسف حالنا اليوم، إذ أصبح جهاد النفس والابتعاد عن المعاصي والتقرب إلى الله من الأمور المهملة. وإن نصحي لإخواني قد يعرضني لانتقاد البعض، بل وربما لإعلان الخصام، ولكن نصحي هذا نابع من المحبة في الله، كما هو واجب علينا لطاعته وابتغاء رضاه والاقتداء بهدي المصطفى – عليه أفضل الصلاة والسلام.
إخواني، إننا نمر بمنعطف خطير في ظل ما تمر به البلاد والعباد، حيث يعاني بعض إخواننا وأرحامنا وجيراننا من الفقر والجوع، فلا يجدون وجبة غداء تسد رمق أسرهم، بل وتكالبت عليهم الديون وإيجارات السكن. وكل ذلك في ظل غياب من استرعاهم الله شؤون البلاد والعباد، غير أن همّهم الوحيد هو أنفسهم وحاشيتهم. وقد نكون نحن أحد الأسباب في ذلك.
أعذروني، إخواني، على هذه الكلمات، ولكن القلب يعتصر ألمًا وحرقة، فقد قال رسول الله – عليه أفضل الصلاة والسلام:
“المسلم أخو المسلم، كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.” أو كما قال – عليه أفضل الصلاة والسلام.
إخواني، في هذا الزمان لسنا بحاجة إلى أموال تُهدر في المهرجانات والاحتفالات للحفاظ على العادات والتقاليد والموروث الشعبي، في حين أن هناك بطونًا خاوية، وأُسرًا تحتاج إلى سد رمقها ومانراه بحفل في المدرس اليس المدرسين احوج لتلك الصرفيات ك تكريم لهم. أليس منكم رجل رشيد، ممن أنعم الله عليهم بالمال، يدرك أن هذا المال ابتلاء وامتحان من الله لعباده؟!
لو هذآ الأموال إلتى بانتفق على هذآ والله لا ادخل البهجه والسرور على كل بيت بسله غدائيه بظل الظروف التي تمر بهآ البلاد والعباد
وشهر رمضان على الأبواب، وكم من مريض بحاجة إلى شراء ولو نصف علاجه، وكم من أسرة لا تمتلك قوت يومها! أما آن لنا أن نكون عونًا لإخواننا، علّ الله ينظر إلينا بعين الرحمة ويرفع عنا ما نحن فيه؟
أكرر اعتذاري إن أطلت عليكم، وأسأل الله أن يهدينا جميعًا لما فيه الخير.