مدارس ابناء البدو الرحل (اول رحلة الى المدرسة )

تاربة_اليوم / كتابات واراء
كتب / د . عبدالله احمد باثنية
الخميس 6 مارس 2025

خريف العام 1981م كلما اتذكره اننا كنا نلعب بجوار القرية. واذ باحد مواطني القرية ينادي علينا بالحضور الى احد البيوت لان مساعد مامور المركز الثالث دهر يريد مقابلتنا …لا اعرف الى اللحظة ما علاقة مساعد المامور بمقابلة الطلبة الذين ينوون الالتحاق بالصف الاول ابتدائي ..موحدة …المهم اسرعنا في الحضور وسلمنا على مساعد المامور وكان قد انتهى من حديثه عن قضية ما لا اذكرها لعله خلاف حول ارض زراعية …التفت نحونا وطلب منا الوقوف بجانب الجدار …كنا شغوفون ويدفعنا فضولنا بضرورة الالتحاق بالمدرسة بعد ان سمعنا من اخوتنا الذي سبقونا بعام دراسي سمعنا عن المدرسة والاكل والسكن والدراسة فيها …. كان عددنا ستة ننقسم مجموعتين ثلاثة قد تجاوزوا الثامنة وانا واثنين اخرين معي تجاوزنا السابعة فاشار مساعد.المامور على المجموعة الاولى بانهم مقبولون ويستطيعون الالتحاق بالمدرسة اما انا وزميلي فرفض كان ذلك الموقف منه مزعجا بالنسبة لنا لكننا لا نستطيع نناقش في امر وحضرة سلطة الكل كان يحترمها او يخاف منها …وعندما نهض كي يغادر المكان نظر الينا وكأنه عرف ما يدور بخواطرنا ثم خاطب الموجودين بانه يمكن قبول الثلاثة اذا التزموا انهم سيدرسوا ولن يطالبوا ادارة المدرسة بارجاعهم للقرية حيث وان الفصل الاول يمتد الى اكثر. من 4. اشهر .وسيقضون كل تلك الفترة في المدرسة لبعد المسافة وندرة المواصلات..التزموا الاهالي وكذلك نحن وطلب من كل الطلبة عدم مغادرة القرية لكون سيارة الترحيل ستاتي خلال الثلاث الايام القادمة…

وفي صباح اليوم الثالث واذا بطقم عسكري عليه مجموعة جنود قد وصل الى طرف القرية الكل عرفوا ان الطقم هو من يحرس الشاحنة التي ستقل الطلبة الى المدرسة وبالفعل سمعنا صوت الشاحنة وهي تقترب من القرية حتى وقفت مدخل القرية ….سارع الاهالي باخذ حقائب ابنائهم …شناط حديد …وساعدونا في تسلق الشاحنة حتى ركبنا كانت الشاحنة من نوع فيات ..جيش..ثم واصلنا السير مرورا بالقرى التي تقع الى الشمال من قريتنا وقبيل الظهر انتهينا من اخر قرية في الوادي وعلى مشارف الشريط الصحرواي الرابط بين مركز دهر وعاصمة المديرية المافود …كان الطقم الذي رافقنا من البداية قد شق الصحراء بينما كان بانتظارنا طقم اخر حتى وصلت الشاحنة فنادى قائد الطقم على سائق الشاحنة ان الغداء سيكون في عساكر بجانب مركز الامن هناك واصلنا المسير و لحق بنا الطقم الاخير ووصلنا عساكر وكان الغداء جاهز اذ تم تكليف بعض الطباخين من المدرسة بعمل الغداء وتم تزويدهم بالمواد …كان عددنا يفوق ال 100 طالب واصلنا طريقنا بعد الغداء ووصلنا المافود قبل المغرب واول ماتوقفت الشاحنة هرع الطلاب مسرعين كي يحجز. كل واحد منهم مكان مناسب له في السكن

وهكذا انتهت اول رحلة الى المدرسة

الى اللقاء في حلقة قادمة عن
يوميات الدراسة .