“خيبة الأمل وهزائم العرب : تأملات في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وسقوط القادة العرب”

كتب / عبدالقادر باسويد
السبت 2 ديسمبر 2023

*في ظل الأحداث المتصاعدة في الشرق الأوسط وتصاعد الصراع الفلسطيني و الاحتلال الإسرائيلي، يظهر الواقع المؤلم لخيبة الأمل والضياع الذي يعيشه الشعب الفلسطيني، وسقوط القادة العرب في مساعدة ودعم الإحتلال الإسرائيلي بدلاً من دعم المقاومة وحقوق الشعب الفلسطيني.*

*تفصيل اكثر عن الاحداث:*

الحكام العرب الآن يظهرون ويصرحون بأن ما يحدث في غزة هو جرائم حرب، وهذا يأتي بعد سنوات من الصمت والإهمال. إنها خيبة الأمل التي تكشف الوجه الحقيقي للحكام العرب وفشلهم في دعم قضية الشعب الفلسطيني.

قادة العرب أعطوا الضوء الأخضر للاحتلال الإسرائيلي وللدعم الأمريكي لقمع فصائل المقاومة، خاصة حماس، ولإبادة قطاع غزة والشعب الفلسطيني بأكمله. هذا ظاهر بوضوح من خلال المساعدات التي لم تكن إلا أكفان للموتى وأدوية لفيروس كورونا، في حين كانت المطلوبة هي المساعدة الإنسانية الضرورية.

إن الخيبة العربية ليست جديدة، بل هي ضياع متكرر وبعد كل مواجهة جديدة يظهر فشل الحكام العرب في صيانة حقوق الشعب الفلسطيني. يجب أن نلقي نظرة على التاريخ لفهم جذور هذه الخيبة والهزائم المتكررة.

تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مليء بالأحداث المؤلمة والهزائم العربية المتكررة. في هذا التقرير الشامل، سنستعرض بشكل مفصل تاريخ الضياع والخيبة التي عانى منها الشعب الفلسطيني وتأثيرات تدخلات الدول العربية في هذا الصراع الدامي.

التحولات السياسية والعسكرية على مدى السنوات العديدة كشفت عن مدى ضعف وتخبط القيادات العربية، وكيف أن مصالحهم الشخصية والسياسية أحيانًا كانت أولويتهم على حساب قضية الشعب الفلسطيني. ومن الأمثلة على ذلك، فشل التحالفات العربية في الحروب السابقة ضد إسرائيل، وكيف تحولت تلك النكبات إلى نقاط سوداء في تاريخ العرب.

هذه الانتصارات الإسرائيلية المتكررة تجعلنا نتساءل عما إذا كانت التدخلات العربية فعلا كانت في صالح القضية الفلسطينية أم أنها أضعت الفرص المناسبة وساهمت في تعقيد الوضع. تاريخنا يحكي قصة الخيبة والضياع، ولكن السؤال المهم هو: ماذا يمكننا أن نستفيد من هذه التجارب وكيف يمكننا تجنب تكرار نفس الأخطاء في المستقبل؟

الصراع العربي الإسرائيلي قصة مؤلمة من الهزائم والضياع، حيث يعود التاريخ إلى العام 1948 حينما فشلت التدخلات العربية في حماية فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي. ومرة أخرى في العام 1967، فشلت محاولات الحكومات العربية في التصدي للاحتلال وانتزاع حقوق الفلسطينيين.

على الرغم من التدخلات العربية المتكررة في الصراع، فإنها لم تسفر عن النتائج المرجوة، بل زادت من معاناة الشعب الفلسطيني وفقدان أملهم في تحقيق العدالة والحرية. وبالرغم من ذلك، يستمر الضغط الدولي والمطالبات بتدخل عربي، ولكن السجل التاريخي يظهر وضوحًا مدى فشل تلك المحاولات.

الخيبة والضياع لم تقتصر فقط على الهزائم العسكرية، بل امتدت إلى المساحة السياسية والدبلوماسية، حيث تظهر تضحيات الشعوب العربية وتلاعب الحكومات العربية بمصالحها الشخصية وتخليها عن القضية الفلسطينية.

هذه المعاناة لا تزال مستمرة، حيث يتواصل ضغط الأمم المتحدة والمنظمات الدولية من أجل التدخل العربي، لكن السؤال المحوري يبقى معلقًا: هل سيكون هناك تحول في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي أم سيستمر الضياع والهزائم؟

تاريخ الهزائم العربية يعود لعقود، والحروب الثلاثية – الأردنية والمصرية والسورية – أظهرت بوضوح مدى ضعف التنسيق والتخطيط الاستراتيجي بين الدول العربية، مما أدى إلى هزائم مدوية ونكبات مستمرة. يمكن أن تكون هذه الهزائم والنكبات نتيجة للتأخر في الاستعداد العسكري والسياسي، وإدارة الصراعات بشكل غير فعّال.

في هذا المنشور ، سنقوم بتقديم نظرة فاحصة لتاريخ الهزائم والنكبات التي واجهتها الأمة العربية في الحروب والصراعات. سنركز على الحرب الثلاثية بين الأردن ومصر وسوريا كحدث رئيسي يمثل هزيمة قاسية للعرب، بالإضافة إلى التأمل في الخسائر التي نتجت عن هذه الحرب وتفاصيل الاتفاقات التي أنهتها.

حرب 1967، المعروفة أيضاً بحرب النكسة أو حرب الستة أيام، كانت حرباً بين إسرائيل وثلاث دول عربية رئيسية: مصر وسوريا والأردن. كانت تلك الحرب الثلاثية إحدى أكبر الهزائم التي تعرضت لها الدول العربية.

تعتبر حرب 1967 خسارة فادحة للعرب، حيث فقدت الدول العربية العديد من الأراضي والموارد، بما في ذلك سيطرتها على سيناء وقطاع غزة وجزء كبير من الأراضي الفلسطينية وجولان السورية.

في نهاية المعركة، توصلت الدول العربية إلى قرار التوقف عن إطلاق النار من خلال القرار رقم 242 لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. هذا القرار دعم فكرة سحب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها في هذه الحرب مقابل تأكيد السلام والأمن والسيادة لجميع دول المنطقة.

ختاماً، يجدر بنا التأمل في تلك الفترة المحزنة من تاريخنا العربي والنظر إلى العوامل والأسباب التي أدت إلى تلك الهزيمة الفادحة، بغية تعلم الدروس وتجنب تكرار أخطاء الماضي في المستقبل.