ابحث في الموقع

الأعمال التاريخية تتراجع أمام الدراما التركية والسورية.

الأعمال التاريخية تتراجع أمام الدراما التركية والسورية.

تاربة_اليوم – الفن واهله
2 يناير 2024

تشهد الأعمال الفنية التاريخية حالة من الاختفاء والركود الشديدين خلال الفترة الأخيرة، رغم ارتباط الأجيال بها منذ سنوات طويلة، وحرص عدد كبير من كتاب الدراما في مصر على تناول القصص التاريخية من القرن الماضي في أعمال عدّة محققة نجاحات كبيرة.

ولكن من دون مقدمات، لوحظ غياب تلك النوعية من الأعمال الفنية، مما يفتح باب التساؤلات عن سبب هذا التراجع الشديد في إنتاج الأعمال التاريخية، خاصة في الدراما المصرية؟

في السطور التالية، حاورت «البيان» عدداً من النقاد والمعنيين ممن كشفوا أسباب هذا الاختفاء والتراجع.

توجه

الناقدة الفنية دعاء حلمي قالت في تصريحات خاصة لـ«البيان»: إن الأعمال التاريخية اندثرت خلال الفترة الأخيرة؛ لأن شركات الإنتاج اتجهت إلى نوعية المسلسلات ذات الحلقات القصيرة، من الـ15 حلقة والـ10 حلقات فقط.

وأكدت أن الميزانية هي المتحكم الأول والأخير في قلة إنتاج الأعمال التاريخية، وكذلك لا يوجد لدينا من يكتب مسلسلات تاريخية، بعد الكاتب والشاعر عبدالسلام أمين، بالشكل الكافي والجيد.

وذكرت أن المسلسل التاريخي الذي سبق عرضه في رمضان الماضي 2024، وهو «الإمام الشافعي»، كان مليئاً بالثغرات والأخطاء اللغوية أو التاريخية، مشيرة إلى أن الدراما المصرية تفتقر لوجود كتاب يجيدون الكتابة في الحقب التاريخية.

واستطردت قائلة: الدراما التركية سحبت البساط من الدراما السورية والمصرية، وبدأ الجمهور ينجذب لها لسد فراغ غياب الأعمال التاريخية، وباتت تركيا هي التي تتصدر المشهد الفني.

تكاليف

من جهته، يرى الناقد الفني أحمد سعد الدين أن هناك بالفعل غياباً ملحوظاً للأعمال التاريخية الكبيرة في الوقت الحالي، وكشف لـ«البيان» الأسباب وراء ذلك، قائلاً: «كنا متقدمين في الدراما التاريخية بشكل لافت، في فترة وجود اتحاد الإذاعة والتلفزيون وقطاع الإنتاج، وكانت لدينا أهم الأعمال، ومنها «الفرسان»، و«أبو حنيفة النعمان» و«هارون الرشيد»، وغيرها».

وأضاف أنه مع بداية الألفينات وانحسار نشاط اتحاد الإذاعة والتلفزيون وعدم تقديم أعمال كثيرة، بات المتحكم فيه هو منتج القطاع الخاص، الذي يرفض الأعمال التاريخية.

وتابع: هذا الرفض يعود إلى التكلفة الباهظة للدراما التاريخية، لتوفير الخيل والملابس والديكورات الخاصة والسيوف وغيرها، كما أن المنتج لن يسترد حق هذه التكلفة إلا بعد عامين من عرضه.

وإلى جانب ذلك، ظهرت في هذا الوقت الدراما السورية التاريخية، التي أخذت جزءاً كبيراً من الدراما المصرية، وهذا الأمر لا يمكن إنكاره.

محاولات

وفي ختام حديثه، شدّد على أنه بالرغم من محاولات إعادة تقديم الأعمال التاريخية، إلا أنها كانت محاولات بسيطة، فعلى سبيل المثال، تم تقديم مسلسل «سره الباتع» للمخرج خالد يوسف، خلال الموسم الدرامي الرمضاني المنصرم، ومسلسل «رسائل الإمام الشافعي» أيضاً، لكنها كانت أعمالاً بسيطة مقارنة بنظيرتها الضخمة التي تميزنا فيها سابقاً، ولكن سبب هذا التراجع يكمن في العقلية الإنتاجية

إغلاق