من منا ينسى اليمن السعيد؟
مقال لـ / الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري
وزير الدولة القطري رئيس مكتبة قطر الوطنية
5 يناير 2024
صنعاء وإن أغفت على أحزانها حينا
وطال بها التبلد والخدر.
سيثور فى وجة الظلام صباحها حينا
ويغسل جدبها يوما مطر
#عبدالعزيز_المقالح
تذكرت هذه المعاني المتقدة أملا لشاعر الأجيال، بعودة اليمن يوما إلى مجده ومكانته الحضارية و أنا أواكب معرضا للفنانين اليمنيين التشكيليين المبدعين “زكي اليافعي، ورفيدة الشيباني”، بدعوة من سعادة السفير اليمني راجح بادي، في كتارا، بحضور الدكتور خالد بن ابراهيم السليطي المدير العام لـ الحي الثقافي كتارا والسفراء العرب.
ما لاحظته هو ذلك المستوى الفني الرفيع الذي عكسته مجموعة من اللوحات الفنية المعبرة عن الهوية اليمنية من خلال استحضار العناصر التراثية لليمن العريق بتجلياتها الثقافية والطبيعية، وتعدّد مدنه وسحر بيئته، لم تنزع اللوحات نحو تأصيل المبحث الفني في ما هو قديم ، بل كان للحداثة حضورها في طريقة المقاربة والأسلوب، ذلك أن الفن التشكيلي اليمني منفتح منذ عقود على هذه المزاوجة بين الأصالة والحداثة، وللفنان اليمني الذي لم تهزمه أوضاع بلده القدرة على الإبداع وصهر تجاربه عبر الأجيال في ارتباط سلس بين الماضي والحاضر.
وأعادني المعرض الفني إلى زيارة لا تنسى إلى اليمن فظلت محفورة في الذهن.
من مناّ ينسى #اليمن_السعيد
ورغم ما يعانيه اليمن في السنوات الأخيرة من تمزق فمن يعرفه ويعرف تاريخه ويثق في عراقته وصلابة شعبه، فإنه لا يشك لحظه في أنه سيتغلب على عوائد الزمن وسيعود سعيدا كما وصف يوما.
ولعل الفن كما اعتقدت دائما هو جزء من تلك القوة الناعمة التي تحرس قلعة الثقافة إلى الأبد.