الى جنة الخلد أبا سالم
( #تاربة_اليوم ) / كتابات وآراء
كتب : جمعان دويل
17 مارس 2024
ودعت مدينة سيئون عامة وحي السحيل خاصة ، يوم الاثنين في أول أيام شهر رمضان المبارك 1445هـ بتاريخ 11 مارس 2024م ، الشخصية الاجتماعية ذات المخزون الثقافي والسياسي والاجتماعي المعمر الوالد / هادي مبارك حمادي ( أبو سالم ) ، رحمه الله رحمة الأبرار و أسكنه الجنة دار القرار، الذي وافاه الأجل ظهر يوم الاثنين ، بعد صراع مع المرض ، وعمر تجاوز المئة عام وتم تشييع جثمانه الساعة العاشرة ليلاً من بيته الواقع بحي السحيل، بحري مسجد جامع سميح وصلي على جثمانه بمسجد جامع سيئون ووري جثمانه بالثرى بمقبرة جوهر ، رحمه الله .
الوالد / هادي حمادي ، عاش حياته؛ بتعب وشقاء، بحثاً عن لقمة العيش الكريمة في المهجر منذ صغر سنه، عندما سافر إلى شرق افريقيا، في رحلة التعب سيراً على الأقدام من سيئون إلى المكلا ثم بحرا إلى شرق افريقيا ، وبعدها انتقل إلى المملكة العربية السعودية وعمل فترة من الزمن ثم استقر به الترحال بمسقط رأسه سيئون-حي السحيل .
الوالد / هادي حمادي ، يحظى باحترام ومحبة الجميع، الكبير والصغير بحي السحيل وبين كل من يعرفه وهو مدرسة في التواضع والأخلاق والمرح وستر الحال وهو أحد شخصيات حي السحيل بسيئون نفتخر به وقدوة للمعاناة والصبر والتضحية وإسعاد الآخرين ، رحمه الله .
الوالد / هادي مبارك حمادي ، رحمه الله، له لقب متعارف عليه وهو [ الغشغوش ] لبساطته ومرحه ولتكراره لهذه الكلمة لكل من يقابله، وله من الأولاد ( أربعة ) [ سالم ومحمد ، وبنتينِ ] ،قبل سقوطه وجلوسه في البيت كان مؤذناً لمسجد باعلوي بحي السحيل ( مسجد آل الروشن ) ومقيماً للصلوات واحيانا يئم المصلين في حالة غياب المنصب السيد / هاشم عبدالقادر الحبشي ( الروشن ) ، ومحبا لقراءة القرآن الكريم؛ لا يفارقه كتاب الله وهو بالمسجد ، و أيضاً كان رحمه الله طباخا ماهرا في ولائم المناسبات والافراح ، صاحب قرار ، لا يؤمن بما يعمل الناس في ولائمهم ولكن يؤمن ( على قدر فراشك مدد رجيلك ) ودائما ما يكون على صواب في قراراته ويقتنع بها الجميع من خلال خبرته في الحياة..
الوالد / هادي حمادي أبو سالم رحمه الله لا تمل من جلساته؛ مخزون تراثي واجتماعي ، شاهد على كثير من الأحداث التاريخية التي وقعت سواء في شرق افريقيا أو في وادي حضرموت خاصة وحضرموت عامة والوطن بشكل أعم ، معاصرا للعديد من الشخصيات السياسية والاقتصادية والأدبية والاجتماعية في الداخل وفي المهجر .
الفقيد الراحل المعمّر الوالد / أبو سالم ، تربطني به علاقة حميمة منذ صغري اولاً للمجورة والترابط الأسري المتين مع والدي في الرضاعة ، ومحباً لمجالسته ولسماع حكايات الماضي في الشعر والتراث والعادات والتقاليد وحكايات الغربة ، وكان رحمه الله موسوعة في المعلومات وقوة ذاكرته .
لا يسعني هنا إلا أن أعزي نفسي اولاً ثم أعزي اخواني أولاده { سالم ومحمد } وجميع أفراد اسرتهما الكريمة ولجميع آل حمادي في الداخل والخارج وكافة أقاربه ، سائلاً العلي القدير أن يرحمه رحمة الأبرار ويسكنه مســاكن الأخيـار في جنات تجري من تحتها الأنهار مع الشهداء والصالحين الأبرار ، اللهم اجعل قبره روضةً من رياض الجنة، لا حفرة من حفر النار، اللهم أنزل على قبره الضياء والنور والبهجة والسرور من يومنا هذا إلى يوم البعث والنشور، برحمتك يا أرحم الراحمين //.
المقالات التي يتم نشرها لاتعبر بالضرورة عن سياسة الموقع بل عن رأي كاتبها فقط