خطيب مصلى العيد بسيئون يؤكد أن الشباب عنوان النماء وسبيل البناء ، وغزة علمت الأمة الإسلامية أن حقيقة النصر الثبات على الحق والمبادئ “صور”

تاربة_اليوم / خاص / سيئون
10 ابريل 2024

قال خطيب مصلى العيد بمدينة سيئون محافظة حضرموت الشيخ سالم خندور إن العيد تعبير صادق عن انتماء الأمة لدينها، قال صلى الله عليه وسلم: «إن لكل قوما عيدا وهذا عيدنا»، لافتا إلى أن أعياد أمة الإسلام جاءت بعد طاعة وعبادة؛ فالفطر بعد الصوم والأضحى بعد الحج، فما أجمل اقتران السرور بالشكر.

وأشارت خطبة العيد التي حضرها سفير بلادنا بماليزيا الدكتور عادل باحميد وجموع المصلين من أبناء الوطن من كافة محافظات الجمهورية ، أن الأمة الإسلامية تعيش هذه الأيام مخاضا عسيرا، وتمر بمرحلة عصيبة من مراحل حياتها ، تعيش عصرا جديدا هو عصر طوفان الأقصى ، الذي مثل ضربة قوية لبني صهيون، بل شكل ضربة قوية لأعداء الأمة بأكملها ، مبينا أن طوفان الأقصى مثل مدرسة للأمة كلها نتعلم منها الكثير من الدروس والعبر.

ونوه الخطيب خندور أن غزة علمتنا أن فريضة الجهاد ماضية إلى قيام الساعة وأن لا خلاص لمقدسات الأمة وانتزاعها من أيدي الصهاينة إلا بالجهاد، وكذا علمتنا أنه لابد للأمة من الإعداد والاستعداد وأن الغلبة للفئة المؤمنة ولو كانت قليلة وأن الهزيمة للفئة الضالة ولو كانت كثيرة ، وأن حقيقة النصر هي الثبات على الحق والثبات على المبادئ ،الثبات على الدين والإيمان فهنيئا للثابتين الصامدين .

متطرقا إلى معاني الصبر والرضا بقدر الله، دروس تعلمنا إياها أمهات غزة الصابرات الصامدات وهي يتقبلن قضاء الله وقدره في استشهاد أولادهن فلذات أكبادهن وهن صابرات مؤمنات حامدات قائلات : الحمد لله إنا لله وإنا إليه راجعون .

وحول حقيقة اليهود بين خطيب مصلى العيد بسيئون أنهم جبناء لايجرأون على القتال إلا إذا خلا الميدان من الرجال ، وقد ورثوا ذلك عن أجدادهم وصدق الله العظيم القائل :(لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر).

وأكدت خطبة العيد على حرص الإسلام في إشاعة العدل بين الناس، فلا فرق بين الرئيس والمرؤوس، ولا بين القائد والرعية فالقائد جزء من الشعب يسعد بسعادتهم ويشقى بشقائهم، ولهذا انتصر المسلمون وسادوا وحكموا دولة امتدت من حدود الصين شرقا إلى فرنسا غربا.

مستعرضا ما كتبه عمر في رسالته كما جاء في صحيح مسلم (يا عُتْبَةُ بنَ فَرْقَدٍ، إنَّه ليسَ مِن كَدِّكَ، وَلَا مِن كَدِّ أَبِيكَ، وَلَا مِن كَدِّ أُمِّكَ، فأشْبِعِ المُسْلِمِينَ في رِحَالِهِمْ ممَّا تَشْبَعُ منه في رَحْلِكَ، وإيَّاكُمْ وَالتَّنَعُّمَ) وعلى ماذا الرسالة الشديدة اللهجة ، على صحن من الحلوى بعث به عتبة إلى عمر، لا اله إلا الله،

وتساءل خطيب العيد هذه رسالة عمر رضي الله عنه فهل يسمعها المسئولون اليوم؟ وهل يعقلها حكامنا اليوم؟ وهل يعيها الوزراء والمحافظون اليوم؟ فيطعموا الشعب مما يطعمون ويلبسوهم مما يلبسون، فالمال الذي يتصرفون فيه ليس من كدهم ولا من كد آبائهم ولا من كد أمهاتهم.

وعبر الخطيب عن أسفه مما وصل إليه حال الناس اليوم من غلاء وانهيار للعملة ، وأصبحوا في فقر مدقع.

لافتا في هذا السياق أن مرتبات هزيلة لا تكفي حاجات الأسرة أسبوعا واحدا، بينما كبار المسئولين في الدولة يتقاضون مرتباتهم بالعملة الصعبة ، يستلمون أجورهم بالدولار، فهل عرفتم لماذا لا يشعرون بمعاناة الناس؟ هل عرفتم لماذا لا يحسون بهموم الناس؟ هل تعتقدون أن من راتبه بالدولار الأمريكي سيشعر بالغلاء؟ هل تعتقون أن من راتبه بالعملة الصعبة سيتأثر بانهيار الريال اليمني؟ لا والله لا يشعرون ولا يحسون.

مخاطبا المسؤولين : أن الأموال التي تتصرفون بها أيها المسئولون ليست أموالكم ، إنما هي أموال الشعب، أموال الأمة، فلا يحق لكم أن تتنعموا بها وتحرموا أفراد الشعب، أعطوا الناس ما يكفيهم ، أعطوا الناس ما يشبعهم ويغنيهم، أعطوا الناس ما يجعلهم يعيشون حياة كريمة لا ذل فيها ولا مهانة.

وعرجت الخطبة إلى المعلمين المطالبين بأبسط حقوقهم وبما يكفيهم ويكفي أسرهم يريدون أن يعيشوا حياة كريمة، مذكرا الجميع بأن المعلم مربي الأجيال وصانع الرجال ، ألا يستحق أن يعيش معززا مكرما ،بل كل موظف وكل إنسان لابد أن يعيش معززا مكرما.

منوها أن بلد لايعطي المعلم حقوقه بلد يحكم على التعليم بالفشل ، مؤكدا أن مستقبل بلدنا وأبنائنا مرتبط بالتعليم .

كما بعث خطيب مصلى العيد بسيئون رسالة إلى المرأة، صانعة الرجال، مربية الأجيال تتلخص في رفع الإسلام مكانتها وأعلا منزلتها، فإن كانت أما كنت سببا موصلا لأبنائها إلى الجنة، وان كنت بنتا كانت سببا موصلا لأبيها إلى الجنة، مشيدا بالتزامها، وتمسكها بحجابها.

محذرا المرأة في نفس الوقت من الانجرار خلف دعاة الموضة والتحرر ومروجي الخمور والمخدرات، فالأبناء أمانة عظيمة ومسئولية كبيرة ، فالله الله في أدائها..
وفي رسالته للشباب أكد الخطيب أنهم عنوان النماء , وسبيل البناء , وخير من اعتمدت عليه الشعوب والأوطان ويعوّل المجتمعُ بأسره،عليهم في البناء والنهضة .